أبو زكريا يحىى بن محمد الاشبيلى المعروف بابن العوام هو أول من ابتكر طريقة الرى بالتنقيط المنتشرة فى العالم اليوم، والتى توفر نحو 70% من مياه الرى، فقد استخدم فى تجاربه جرارا فخارية يثبتها فى التربة إلى جوار جذوع الأشجار تغذيها بالمياه نقطة نقطة، وهو أول من كتب فى استعمال (طرق المكنة) فى الزراعة و (البيوت المكنة) التى هى الصورة المبكرة لزراعة الصوبات. ذاع صيته فى الأوساط العلمية بعد أن وضع مصنفيه : (الفلاحة الاندلسية) كما وضع رسالة فى (تربية الكروم) تحدث فى كتاب الفلاحة عن تربية الدواجن والطيور والمواشى ونحل العسل، والفصول الموافقة للتلاقيح، والتسمين، والأعلاف، ومعالجة الأمراض، مما يدل على علمه الواسع بعلم البيطرة. لم يتردد (ماكس ما يرهوف) فى التصريح بأن كتابه (الفلاحة الأندلسية) يعد أحسن الكتب العربية فى العلوم التطبيقية خاصة فى علم النبات. وقد ترجمت مصنفاته إلى العديد من اللغات العالمية، كما يقول الباحث الإسلامى حمدى سلامة، ولذلك قال فيه المستشرق الفرنسى (لوسيان لوكير): (لقد كان ابن العوام عملاق الفلاحة بحق، قدم للإنسانية من المعارف التطبيقية ما تحتاج إليه). ولد فى إشبيلية، وبها نشأ، وأخذ عن علماء عصره وشيوخه فى الفلك والطب وعلم النبات وعلم الحيوان، ساعده فى دراسته وفرة البساتين فى إشبيلية وجبل الشرف المطل عليها الغنى بالأشجار المثمرة الذى اعتاد أن يجرى فيه تجاربه، توفى عام 1184 ميلادية.