الانسان الذى يحترم نفسه هو من يحترم الآخرين ويعطيهم قدرهم ولايقلل من شأنهم ويترفع عن الصغائر فلا يتطاول على أحد ولايحمل له غلا أو حقد أو حسدا، فالاحترام والحلم والتروى وهدوء الاعصاب كل هذا لايصدر الا عن شخص رفيع وذى شأن. الانسان مهما علا قدره ومهما بلغت منزلته لن ينال حب الناس الا إذا عاملهم بالحسنى والاخلاق العالية وعليه ان يتحلى بالصفات الحميدة ،فالناس لاتحب من يتعالى عليها، ويقلل من شأنها والغضب والصوت العالى لايدل الا عن ضعف موقف صاحبه ونحن نفتقد هذه الأيام الرقى فى الحوار والحديث الهاديء فإذا عاتبك انسان أو حاورك يجب ان تكون ذا صدر رحب يتقبل الرأى والرأى الآخر فالخلاف لايفسد للود قضية ويجب ان تنصت اليه كما ينصت هو اليك وبذلك يكون الحوار بناء وهادفا، اننا فى هذه الايام خاصة بعد الثورتين العظيمتين نحتاج الى ثورة جديدة ولكن ثورة من نوع خاص ثورة اخلاقية ينتصر فيها كل انسان على نفسه فيهذبها ويرتقى بها وان يعامل الناس بما يحب ان يعامل به وفى ادب المعاشرة فى قول الشاعر لاطف جليسك ان نطقت وسدد.. وزن الكلام وجانب القول الردي.. و صن اللسان عن الفضول.. فربما فتح الكلام بلاء باب موصد (مقفول)... واحذر من الكلم القوارص.. انها فى النفس أقطع من مضاء مهند (السيف) قد يبرأ الجرح الدمي.. ولم يزل جرح اللسان أشد من جرح اليد. وقد قال صلى الله عليه وسلم لأحد اصحابه: ان فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والاناة) وفى الحلم وكظم الغيظ يقول الامام الشافعي. يخاطبنى السفيه بكل قبح .. فأكره ان اكون له مجيبا يزيد سفاهة فأزيد حلما .كعود زاده الاحراق طيبا ماأحوجنا إلى أخلاق الفرسان ،ماأحوجنا الى صفات النفس النبيلة من حلم وصبر وشجاعة وكرم وعدل وصدق وتواضع وحياد وزهد وقناعة ورحمة ووفاء. لمزيد من مقالات جمعة أبو النيل