في إطار الاهتمام المجتمعي الواسع بالتحديات والمصاعب التي تواجهها حكومة المهندس إبراهيم محلب والمصحوبة بالآمال العريضة والثقة الحذرة تجيء قضية ترشيد وتنظيم الخطاب الديني التي اقتحمها بشجاعة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بوعي صادق وإدراك سليم لخصوصية وحساسية هذه القضية التي تمثل عنوانا أساسيا من عناوين التوعية والتوجيه في المجتمع المتعدد الأطياف. ولا شك أن غالبية المصريين مسلمين ومسيحيين يباركون توجه الحكومة لتنظيم وترشيد الخطاب الديني لكي تكون لغته من فوق أي منبر لغة متزنة وعاقلة ورشيدة بالدعوة إلي العمل والتبشير بالأمل. والحقيقة أنه من العبث أن يقال بحرية الاجتهاد في أمور حسمتها الكتب السماوية لكي نفتح الباب من جديد لأصوات الخوارج الذين يقيمون فكرهم المتطرف علي تكفير الآخرين وإقصاء المخالفين لأرائهم وتوجهاتهم المريضة التى تنشر الفوضى وتثير الفتنة! وإذا تحدثنا عن تاريخ الخوارج في كل العصور نجد أنهم يستندون إلي حجج بلهاء يخترقون بها عقول البسطاء لترويج نهج المغالاة في التشدد والتطرف باسم الدين.. والدين منهم براء. ولا شك أننا في مصر كدولة يدين أغلبية سكانها بالإسلام تقع علي الدولة باعتبارها ولي الأمر مسئولية تنظيم وترشيد وربما توحيد الخطاب الديني فوق المنابر استنادا إلي موقف واضح ومحدد في أكثر من أية من أيات الكتاب الحكيم حيث يقول المولي عز وجل في سورة النساء «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ»... ويقول جل علاه في سورة المائدة «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ» صدق الله العظيم والحديث متصل خير الكلام: كل قوة مشكوك فيها ما عدا قوة العقل ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله