أكد مجمع البحوث الإسلامية أن التغنى بالقرآن الكريم مصحوبا بالآلات الموسيقية محرم شرعا، وأن المسلمين مأمورون أن يقرأوا القرآن على الوجه المشروع، كما كان يقرؤه السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وأن قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأول، وقد جاء فى السنة الصحيحة الحث على التغنى بالقرآن ، بمعنى تحسين الصوت به، وليس معناه أن يكون كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة، فلا يتجاوز بالتغنى بالقرآن حتى يصير كألحان الأغاني، لأن القرآن لم ينزل ليطرب به الناس أو يتغنوا به، وإنما أمر الله المسلمين بفهم معانيه وتدبر ما فيه من عظات وآداب بكل أحكامه. أنزله الله على الرسول صلى الله عليه وسلم بترتيله قائلا:« ... ورتل القرآن ترتيلا« ، وأثنى على الذين يتلونه حق تلاوته قائلا : ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته ... « أى يقرأونه قراءة ، مصحوبه بضبط لفظه، وتدبر معانيه. وأكد المجمع في بيان، ردا على ما تم تداوله فى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية من قيام فرقة أوبرا بإندونيسيا بالتغنى بالقرآن بصحبة الآلات الموسيقية، أن قراءة القرآن على ألحان الغناء محرم شرعا،لأن ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء، ولأن ذلك يورث أن يبقى قلب القارىء مصروفا إلى وزن اللفظ بميزان الغناء، لا يتدبره ولا يعقله، وأن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحن كما يصغى إلى الغناء، لا أجل استماع القرآن وفهمه وتدبره والانتفاع به، ولذلك فإننا إذا أجزنا قراءة القرآن ملحنا تلحينا موسيقيا وسماعه مصحوبا بالآلات الموسيقى، نكون قد وقعنا فيما وقع فيه غيرنا، وحرفنا كتاب الله وبدلناه، وفى ذلك ضياع الدين وهلاكه .