ربما حقق المنتخب البرازيلى لكرة القدم الفوز الذى كان بحاجة إليه فى بداية مسيرته ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل وتغلب على نظيره الكرواتى 3/1 لكنه لم يقدم لجماهيره ما يقنعها بأن اللقب سيكون برازيليا، ويحتاج أيضا اليوم للفوز على المكسيك. وكان الثلاثى المكون من نيمار والأخطاء التحكيمية والمشجعين وراء نجاح الفريق فى المباراة الافتتاحية للبطولة ولكن مباراته الثانية أمام المنتخب المكسيكى تتطلب أكثر من هذا لأن الأخطاء التحكيمية قد تغيب وقد تلعب بشكل عكسى كما أن استمرار الاعتماد بشكل كبير على لاعب واحد يمثل خطرا كبيرا على فريق مثل المنتخب البرازيلى وقد يفقده العامل الثالث الذى ساعده أمام كرواتيا وهو المساندة الجماهيرية. ويدرك لويز فيليبى سكولارى المدير الفنى للمنتخب البرازيلى جيدا أن فريقه يحتاج لتطوير وتحسين مستواه إذا أراد الفوز باللقب وعليه أن يحافظ على المساندة الجماهيرية القوية من خلال تحسن العروض لاسيما، أن منافسه الجديد فريق عنيد للغاية حيث تتسم المواجهات بين الفريقين بالحماس الشديد والندية البالغة. كما أن المنتخب المكسيكى سيخوض هذه المباراة بمعنويات عالية بعد الفوز 1/صفر على نظيره الكاميرونى فى المباراة الأولى. ويدرك الفريقان جيدا أن الفائز منهما سيضمن بنسبة تزيد على 90 بالمائة التأهل للدور الثالى (دور الستة عشر)، ولكن سكولارى يعى أيضا أن المباراة لن تشهد على الأرجح معاونة من طاقم التحكيم كتلك التى نالها فريقه من الحكم اليابانى الذى أدار المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا كما قد لا تشهد هدفين من نجمه المتألق نيمار دا سيلفا. وعبر سكولارى عن أهمية المباراة الثانية بقوله «الفوز على كرواتيا يمنحنى فرصة للتنفس والفوز على المكسيك يمنحنى غرفة للتنفس» ولكنه اعترف بحاجة الفريق إلى تحسن كبير فى مستوى الأداء إذا أراد الفوز بلقبه العالمى السادس من خلال المونديال البرازيلي. والحقيقة أن الهجوم الكرواتى كشف مبكرا عن المشاكل الدفاعية التى يعانى منها المنتخب البرازيلى فى هذه البطولة وكان من الممكن أن تخرج المباراة الافتتاحية بنتيجة مختلفة لو غابت الأخطاء التحكيمية وعرف التوفيق طريقه إلى لاعبى كرواتيا. وبغض النظر عن النتيجة التى انتهت إليها المباراة والجهد الكبير الذى يبذله نيمار ، كشفت المباراة الافتتاحية عن عدم قدرة الهجوم البرازيلى على كسر الدفاع الكرواتى إلا بعدما حصل فريد على ضربة جزاء ليهز المنتخب البرازيلى شباك ضيفه. ولهذا كان النصيب الأكبر من هتافات الجماهير التى حضرت المباراة فى المدرجات موجها إلى نيمار «22 عاما» الذى أظهر أداء وهدوءا يفوق سنه ورفع رصيده إلى 33 هدفا فى 50 مباراة دولية خاضها مع الفريق حتى الآن. وقال سكولارى «إنه لاعب ذو طبيعة خاصة ويعلم هذا ويحتاج أن يعلم أننا بحاجة لهذا... عليه أن يلعب من أجل البرازيل». وقال نيمار، الذى فاز بلقب أفضل لاعب فى المباراة، «بدء مسيرتنا فى البطولة بفوز كان أمرا مهما للغاية ولكنه أمر يتعلق بالفريق كله. اتسم الفريق بالهدوء ونجح فى قلب المباراة لصالحه». ولكن البرازيلى الآخر أوسكار كان يستحق جائزة مثل نيمار بفضل انطلاقاته الرائعة فى الجانب الأيمن وصناعته للهدف الأول الذى سجله نيمار قبل أن يسجل بنفسه الهدف الثالث للفريق. لكن تتويج المنتخب البرازيلى باللقب العالمى يحتاج إلى أن يكون كل لاعب بالفريق جديرا بإحراز جائزة أفضل لاعب فى المباراة.