أبرزت وسائل الإعلام العالمية احتفالات المصريين بتنصيب رئيسهم المنتخب عبد الفتاح السيسى بعد ثلاثة أعوام من الأوضاع المضطربة، من بينها عام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، حيث أشارت إلى أن الشعب المصرى يضع آمالا عريضة على رئيسهم فى تحسين أوضاعهم الأمنية والاقتصادية. و ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أن الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى أدى اليمين الدستورية رئيسا للبلاد أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا وسط آمال بقدرته على تحقيق الاستقرار بعد أن حقق قائد الجيش ووزير الدفاع السابق فوزا كاسحا فى الانتخابات التى أجريت فى أواخر مايو الماضي. وقالت رويترز: «يرى قطاع كبير من المصريين أن السيسى قادر على تحقيق الاستقرار بعد سنوات من الاضطراب الأمنى والسياسى والتدهور الاقتصادى عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك فى انتفاضة شعبية عام 2011». وأضافت أن أداء السيسى لليمين جاء أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية نظرا لعدم وجود برلمان منتخب، وقالت إن المراسم أجريت فى مقر المحكمة بمنطقة المعادى بجنوب القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة. كما نقل تليفزيون «رويترز» مشاهد من احتفالات المصريين فى ميدان التحرير بتنصيب رئيسهم الجديد الذى وصفته بأنه «يتمتع بشعبية كبيرة»، حيث قال التليفزيون إن «أنصار السيسى بصوره جنبا إلى جنب مع علم البلاد وغنوا ورقصوا فى الميدان الشهير بوسط القاهرة». والتقى التليفزيون عددا من هؤلاء المحتفلين من بينهم مواطن اسمه فخرى جميل عبد الخالق، حيث قال إنه يهنيء الرئيس الجديد على أداء اليمين، مُعربا عن أمله فى أن تتعافى البلاد من أوضاعها السابقة. أما مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» فى القاهرة فقالت إن هذه هى أول مرة يسلم فيها رئيس منتهية ولايته الحكم لرئيس منتخب فى مصر، وأضافت أن المصريين خرجوا إلى الشوارع لإعلان فرحتهم بتنصيب السيسي. وقالت: «يواجه السيسى تحديات عدة على رأسها إصلاح الاقتصاد المتدهور والفقر ومنع أى أزمات سياسة جديدة». ونوهت إلى تعهد السيسى أيضا بمواجهة الإرهاب والتصدى لأى أعمال عنف تهدد البلاد التى شهدت تصاعد هجمات مسلحين عقب الإطاحة بمرسى الذى ينتمى لجماعة الإخوان التى أعلنتها الحكومة المصرية « تنظيما إرهابيا». وقالت صحيفة «تليجراف» فى موقعها الإليكترونى إن السيسى أدى اليمين إيذانا بدخول مصر صفحة جديدة. أما وكالة الأنباء الألمانية فنقلت مشهد أداء السيسى لليمين أمام المحكمة الدستورية بكل تفاصيله، فقالت: «توسط السيسى والرئيس المنتهية ولايته عدلى منصور المنصة، وحضر المراسم أعضاء الحكومة المصرية وأمين الجامعة العربية نبيل العربى وشيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى بابا الكنيسة الأورثوذكسية وعدد من الشخصيات العامة. ونقلت مشاهد عديدة فى أثناء أداء السيسى اليمين، حيث صافح أعضاء الجمعية العامة للمحكمة الدستورة، كما صافح الرئيس المنتهية ولايته، وتم التقاط صور تذكارية للرئيسين وهما يتوسطان أعضاء الجمعية، بعدها غادر السيسى على الفور. كما ذكرت أن السيسى توجه بعد ذلك إلى قصر الاتحادية لتسلم مهام منصبه «وسط حضور محلى وعربى وأفريقى ودولى رفيع». كما اهتم الإعلام الفرنسى بأداء الرئيس السيسى اليمين الدستورية والاحتفالات المقامة بمناسبة تنصيبه، حيث تصدر نبأ أداء الرئيس اليمين الدستورية عناوين النشرات بالقنوات والإذاعات الفرنسية، فضلا عن الصحف على مواقعها الإلكترونية. وذكرت إذاعة «فرنسا الدولية» أن الرئيس السيسى أدى اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا، ثم استقبل «ضيوف الشرف» الذين حضروا حفل تنصيبه، والذين يمثلون حوالى 46 دولة، إلى جانب ممثلى المنظمات الدولية والإقليمية بالإضافة إلى رؤساء دول وأمراء عرب، مؤكدة أهمية مشاركة رؤساء دول أفريقية، حيث تعكس تلك المشاركة عودة مصر إلى الاتحاد الأفريقى بعد تعليق عضويتها منذ شهر يوليو الماضي. كما وصفت وكالة الأنباء الفرنسية السيسى بأنه «جنرال عنيد اختاره المصريون للرئاسة بحثا عن الاستقرار». وقالت فى تقرير لها من القاهرة عن تنصيبه: «يبعث الرئيس المصرى الجديد عبد الفتاح السيسى.. الأمل فى قلوب ملايين المصريين بتحقيق الاستقرار والأمن بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية». وأشارت إلى أن هذه الرغبة فى الاستقرار كانت وراء الفوز الكاسح الذى حققه فى الانتخابات الرئاسية. وأضافت أنه «خلف هدوئه الدائم الذى رأى فيه المصريون دليلا على الثقة بالنفس، تختبئ شخصية ضابط عنيد خاض بثبات مواجهة دامية مع جماعة الإخوان». وكان قرار السيسى بالإطاحة بمرسى السبب الرئيسى بحسب الوكالة الفرنسية فى شعبيته، إذ رأى فيه كثير من المصريين «المنقذ» و«المخلص» الذى أنهى حكم جماعة الإخوان التى سعت إلى الهيمنة على مفاصل الدولة وعلى مؤسساتها وفشلت فى إدارة اقتصاد البلاد. وأضافت أنه «مع صوره التى تزين كل الشوارع والمتاجر تقريبا منذ 11 شهرا، يحظى السيسى بشعبية واسعة لا ينازعه فيها أى سياسى آخر منذ ثورة عام 2011 التى أطاحت بحسنى مبارك. وأضافت أيضا أنه «خلافا للزعامات التقليدية، لم يكتسب السيسى شعبيته من خلال خطب رنانة أو لهجة حماسية، بل على العكس، فهو يتحدث دوما بصوت خفيض هادئ وبأسلوب عاطفى ويفضل العامية على الفصحي، مع التركيز فى خطابه السياسى على مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن». ونوهت الوكالة إلى محاولة الرئيس الجديد تهدئة المخاوف بشأن قضية الحريات بقوله فى لقاء مع مثقفين قبيل انتخابه إن «مستقبل الحريات والديمقراطية سيكون مصانا بنصوص الدستور والقانون». وقال فى أول خطاب له بعد انتخابه إن «المستقبل صفحة بيضاء وفى أيدينا أن نملأها بما شئنا عيشا وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية»، متبنيا بذلك شعارات ثورة 2011 التى أسقطت حسنى مبارك». أما شبكة «آر تى إل» فذكرت أن السيسى الذى وصفته بأنه «الرجل القوى الجديد فى مصر» أصبح الرئيس الجديد للبلاد بعد أن أدى اليمين الدستورية. ومن جانبها، ذكرت وكالة «أسوشيتدبرس» للأنباء تحت عنوان «السيسى يؤدى اليمين رئيسا جديدا لمصر» إن السيسى تولى بذلك قيادة دولة عانت منذ 2011 من حالة اضطراب قاتلة وظروف اقتصادية سيئة. وأضافت أن السيسى أدى اليمين أمام المحكمة الدستورية المطلة على نيل القاهرة، وهو نفس المكان الذى أدى فيه الرئيس المعزول محمد مرسى اليمين رئيسا قبل نحو عامين، قبل أن يتم تقديمه للمحاكمة فى اتهامات عقوبتها تصل إلى الإعدام. وقالت الوكالة إن يوم أداء اليمين كان إجازة رسمية، وقد جرت الإجراءات فى ظل تشديد أمنى ووجود لقوات الجيش والشرطة فى مختلف أنحاء القاهرة. وأضافت أنه خارج المبنى الذى بدا تصميمه مثل معبد مصرى قديم، وقف المئات من المواطنين يلوحون بالأعلام المصرية وصور السيسي. من ناحيتها، ذكرت شبكة «يورونيوز» أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أدى اليمين الدستورية وأصبح رسميا رئيسا جديدا للبلاد بعد أن حصد أصوات 97% من أصوات المصريين. أما وكالة «بلومبيرج» فقالت إن المصريين يضعون آمالا كبيرة على السيسى فى إنهاء الاضطرابات السياسية والأزمة الاقتصادية. وقالت شبكة «إن. بي. سي» التليفزيونية الأمريكية إن السيسى أدى اليمين كرئيس فى ظل إجراءات أمنية مشددة. وأبرزت شبكة «سي. إن. إن» الأمريكية نبأ تنصيب السيسى رئيسا، ولكنها اهتمت بتصريحات المسئولين الأمريكيين الأخيرة التى سبقت حفل التنصيب والتى قالت فيها إنها تتطلع للعمل مع السيسى لتطوير علاقة المشاركة الاستراتيجية والكثير من المصالح المشتركة بين البلدين.