حول السرد العربي ودوره في ثورات الربيع العربي, وهل قرأت الشعوب العربية إبداع مبدعيها.. جاءت ندوة السرد العربي بين الإبداع والتلقي بمعرض الكتاب الثالث والاربعين. وشارك فيها الناقدان حسين حمودة و سامي سليمان الأستاذان بجامعة القاهرة والراوئي هيدرا جرجس, ومن تونس القاصة رشأ التونسي,التي قالت في بدء كلمتها: أصعب شيء هو المسافة الشاسعة بين الطاقتين التعبيرية والأدبية, وإذا كان السرد هو الحكاية فكل له سرد خاص بحكايته. وقالت رشأ:من المؤكد أن الإبداع ترجمة لمعاناة أو قهر, وقد كان هناك قهر جماعي,كنت بين الثوار فوجدت رجلا فوق الأربعين معه ابنه,سألته لماذا خرجت؟ قال لأشتري الخبز, قد أعود دون خبز ولكني دون شك سأعود بالحرية والكرامة.. عندما يكتب هذا الموقف سيكتب من وجهة نظر السارد, أرجو ألا تكون لدينا الآن ثقافة ثورة بل ثورة, ثقافة أن نبتعد عن السرد القديم, وان نبدع سردا جديدا. د. سامي سليمان قال إن الأدب المصري في السنوات الخمس عشرة الماضية خاصة الروايات التي تعددت طبعاتها من عوامل الدفع في اتجاه الثورة لأنها اتسمت بحس نقدي للواقع لم يسبق وجوده في الروايات السابقة عليها, علي حد قوله!,وأضاف:إننا اليوم بحاجة إلي الشخصية التي تعتمد علي القراءة وتمارس الحرية. وقال هيدرا جرجس إن تعدد الطبعات وتوزيع الكتاب لا يعبر عن نجاحه وليس دليلا علي تأثيره, فالواقع أن القراءة ليست سمة, والمهم الآن أن الواقع العربي قد تغير وأن هذا التغير يؤثر بلا شك علي القراءة. وبدأ د. حسين حمودة كلمته بقوله أود أن أتناول مشكلة مزمنة هي الفجوة الكبيرة بين الإبداع والتلقي فيما يخص النقد وعدم قدرة النقد علي ملاحقة الإبداع. أدارت الندوة د. سهير المصادفة واختتمتها بقولها إن التأثير الأقوي كان لقنوات اتصال أخري, خاصة الإلكترونية ومنها المدونات, وتساءلت: هل كان المبدعون الذين اهتموا مثلا بالكتابة عن قضايا الجسد علي وعي بأن الشعوب ستثور غير متأثرة بكتابتهم؟ الحقيقة ان هذا الادب لم يقرأ ولذلك يجب إعادة النظر في تأثير الكتاب, وفي ابتكارطرق لتوزيعه بحيث يقبل القارئ علي الإبداع المكتوب وأن تيسر للمواطن العربي وسائل التواصل مع الكتاب والمبدعين بعد أن تغير, والآن لدينا أحلام كبري.