لأول مرة منذ فترة طويلة يظهر مرض الملاريا بمحافظة أسوان الحدودية بشكل وبائى، بعد أن سجلت تقارير وزارة الصحة أن عدد المصابين والمشتبه فى إصابتهم بلغوا 28 شخصا منهم 14 حالة أكدت المعامل إيجابية الإصابة بها والمتمثلة فى ارتفاع درجة الحرارة والرعشة ونوبات حمى متكررة قد تؤدى إلى الوفاة. وسجل أول ظهور للمرض فى منتصف مايو الماضي، بقرية العدوة شرق مركز ادفو، تلاها قريتا الشيخ عبد السلام والرديسية وجميعها قرى متاخمة تقع شرق النيل على الطريق السريع اسوانالقاهرة. المواطن أحمد حامد، يقول: لقد ظهر المرض من يوم 15 مايو بين اثنين من المواطنين ترددا على مستشفيات ادفو وأطبائها ثم انتقل إلى مستشفى أسيوط الجامعى وهناك تم اكتشاف المرض الذى انتشر بين الكبار والصغار بقرية العدوة. أما المهندس صبرى محمود رئيس مركز ادفو، فيوضح: بعد يوم 25 مايو انتشر المرض وارتفع عدد المصابين حتى وصل أمس إلى 14 مصابا و 14 حالة اشتباه واهتمت الصحة والوحدة المحلية بأعمال مقاومة المرض وتوفير العلاج ويقول: إن انتشار فكرة أن السودانيين ناقلون للمرض، وراءه وجود مواطنين سودانيين بأعداد كثيرة فى القرى المصابة، إلا أنه تم أخذ عينات من 20 شخصا سودانيا مقيما بقرية خور الزق وكانت بعض العينات إيجابية. ويشير بأصابع الاتهام إلى منطقة محاجر للرمال يتم غمرها بالمياه لتستقر التربة ولا تنهار عند تحميل السيارات بالرمال وينجم عن ذلك تكون برك تكون مناخا طيبا لتوالد الباعوض وجار حاليا أعمال الردم ورش المبيدات بالتعاون مع الصحة. الحاج دياب محمد من قرية الشيخ مصطفى عبد السلام، يقول: أكثر من 600 إلى 1000 مواطن سودانى شبه مقيمين بالقرى المصابة والشيخ مصطفى عبد السلام وخور الزق و الرديسية وقد أقاموا بهذه القرى مشكلين فرقا للبحث عن الذهب فى صحراء ادفو الشرقية تقوم هذه الفرق بالحفر فى مخرات السيول وطحن وغربله التربة لاستخلاص الذهب.. هذه الفرق السودانية انضم إليها شباب هذه القرى بحثا عن الثراء السريع. وللوقوف على خطورة الموقف قام الدكتور عادل العدوى وزير الصحة اليوم، بزيارة القرية والحالات المصابة للحد من انتشار المرض الذى كانت منظمة الصحة العالمية تتأهب لإعلان خلو مصر منه. وكشف مصدر طبى للأهرام عن أن مستشفى حميات أسوان كان أول من استقبل حالتين الأسبوع الماضى ونظرا لأعمال التطوير التى تجرى فيه فقد تم تحويلهما على الفور إلى مستشفى حميات إدفو الذى استقبل عشرات الحالات بعد ذلك ، وأضاف المصدر أنه يتم حاليا إجراء عمليات مسح شاملة للقرى المجاورة وربما تمتد إلى حدود المحافظة مع مركز إسنا التابع لمحافظة الأقصر . وكانت الحالات الأولى المصابة بالملاريا قد ظهرت فى النجع البحرى بقرية العدوة حيث رجح المصدر الطبى أن تكون حدثت نتيجة للاختلاط مع عدد كبير من السودانيين الذين يقيمون بوادى الرديسية شرق القرية وهو الوادى الذى يتخذونه استراحة لهم فى أثناء قيامهم بالبحث عن الذهب فى جبال البحر الأحمر. وخلال زيارته للمصابين التي رافقه خلالها الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الشئون الوقائية بوزارة الصحة و الدكتور محمد محرز مدير عام الملاريا بالوزارة أمس، قال محافظ أسوان مصطفى يسري إنه تم تكليف 7 فرق لمواجهة انتشار المرض منها فرقتان للتمشيط والفحص الوبائى للقرية والقرى المجاورة لها ، بالإضافة إلى 5 فرق أخرى تتولى فحص مناطق شرق إدفو وقرى كوم أمبو ، ومن جانبه أكد الدكتور محمد عزمى وكيل وزارة الصحة بأسوان إصابة 13 حالة بالملاريا، بالإضافة إلى الاشتباه فى 14 حالة أخرى جار فحصها. وقال عزمى إن فرق المكافحة تقوم حاليا بأعمال مسح طبى ووقائى شاملة للمناطق المجاورة ، كما تقوم بأعمال الرش والتقصى الحشرى لليرقات والبعوض بالتنسيق مع إدارات الجامبيا والأمراض المتوطنة والملاريا ، وتضم كل فرقة مكافحة طبيبا وملاحظا وعمالا وفنيين ، وكشف وكيل الوزارة عن الانتهاء من فحص 561 حالة حتى الأن.