مصر ستشهد إستقرارا إقتصاديا إعتبارا من النصف الثانى من عام 2014 عقب الإنتخابات الرئاسية ، هذه التوقعات من كبار مسئولى مجموعة "إنتيسا سان باولو" أكبر بنك فى إيطاليا ، والذى حقق نجاحا ماليا كبيرا فى أهم إختبارين ماليين الأول فى الأزمة المالية العالمية، والثانى أزمة منطقة اليورو والأضرار التى لحقت بالإقتصاد الإيطالى على وجه الخصوص. معجزة سان باولو تمثلت فى كلمة سحرية وهى "السيولة" حيث حرصت المجموعة على التدقيق فى محفظة القروض، وأن تكون نسبتها أمنة بالمقارنة بالودائع. هذا يذكرنا بالنجاح الذى حققته البنوك المصرية فى إختبارين الأول الأزمة المالية العالمية، والثانى بعد ثورتين شعبيتين على مدى ثلاث سنوات، حيث كانت السيولة أهم عناصر البقاء والإستمرار. فى رحلة إستغرقت أربعة ايام لمدينة تورينو التى مازالت تحتفظ بظلال تاريخ القرن السابع عشر حيث كانت عاصمة إيطاليا لقرون عدة ، ومازالت هذه المدينة العريقة تتباهى بمعرضها ورموزها التاريخية حيث تضم أكبر متحف للسيارات فى العالم، على مساحة 13300 متر مربع، ويقع فى مبنى من ثلاثة طوابق يضم نحو 80 موديلا من السيارات من 80 دولة بإجمالى 170 سيارة منذ نشأة فكرة "العجلة" التى كانت مصر الفرعونية أول من إبتدعها. كما حرصت على التأريخ للسينما العالمية منذ عهد السينما الصامتة وحتى الآن. مدينة تعتمد على السياحة وتعرف كيف تتعامل مع السائح الذى يبحث عن الهدوء والثقافة والترفيه. أربعة أيام كانت كافية للتعرف على ما سببته أزمة اليورو والديون فى الإقتصاد الإيطالى الذى يعانى من إرتفاع الأسعار والتضخم إلى جانب مهمة الحكومات الصعبة فى التحكم فى معدلات البطالة عبر كبسولة تنشيط تعتمد فى الأساس على توليفة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تمثل العمود الفقرى للإقتصاد الإيطالى. 11 مليون عميل فى إيطاليا، و18 مليون عميل خارج إيطاليا هى حصيلة "بيزنس" الخدمات المصرفية التى تقدمها مجموعة إنتيسا سان باولو التى سبق وأن قامت بأكبر عملية إستحواذ مصرفى فى أغلى صفقة شهدها التاريخ الحديث وهى صفقة الإستحواذ على بنك الأسكندرية الذى تحول إلى بنك منافس على المستوى الإقليمى وقادر على خدمة منطقة دول المتوسط، وهو من وجهة نظر المجموعة أهم إستثمار لها خارج إيطاليا ويعملون على تحسين خدماته خاصة ما يتعلق منها بالتجارة بين مصر وإيطاليا ، والمنافسة محليا وإقليميا فى تجارة التجزئة ليكون بنك الأسكندرية الأول فى مجال تجارة التجزئة بين البنوك الخاصة المصرية والثانى بعد البنك الأهلى على مستوى البنوك المصرية، ووفق باسل رحمى الرئيس التنفيذى لقطاع التجزئة المصرفية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك الأسكندرية إنتيسا سان باولو فإن المجموعة ستنفق إستثمارات تقدر بنحو 100 مليون جنيه سنويا على مدى الأربع سنوات المقبلة، لتحسين خدمات البنك ونقل البنك للمنافسة إقليميا وعالميا. وفى الفترة المقبلة ستنشط مجموعة إنتيسا فى مصر للحاق بركاب حركة التنمية المرتقبة ، ووفق إيجناسيو جاكوتاو رئيس قطاع إدارة البنوك الدولية التابعة لإنتيسا فإن مصر ستكون من أهم محطات المجموعة سواء لتشجيع الإستثمارات الوافدة إليها أو لخدمة التجارة العابرة منها وإليها من أوروبا وخاصة إيطاليا. وأضاف أن هناك خطة إستراتيجية لتعميق العمل فى مصر خلال الأربع سنوات المقبلة معتبرا أن مصر دولة محورية بين إستثمارات المجموعة، وأن نشاط التجزئة وخدمة الأفراد يمثل حجر الزاوية ، وهناك عمق كبير وفرص واعدة فى قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى أن النشاط فى قطاع الشركات لا يزيد على 29% بما يعنى إمكانية التوسع بها مستقبلا وسيتم التركيز على مشروعات الطاقة والغذاء. وتوقع أن يصل معدل النمو فى مصر عام 2015 لنحو 4%، معربا عن تمسك المجموعة بالعمل والإستثمار فى مصر، مؤكدا أن الحكومة طوال عقود لم تستثمر فى بنك الأسكندرية فى الوقت الذى قامت المجموعة بالإستثمار فى البنك بمئات الملايين من اليورو إضافة لدفعها 1.7 مليار يورو كقيمة إستحواذها على البنك فى أكبر صفقة عرفها القطاع المصرفى العالمى إيمانا منها بمصر كدولة محورية يرغب بنك إنتيسا فى التواجد بها والعمل منها. ودلل على ذلك بتمسك المجموعة ببنكها فى مصر على الرغم من القلاقل السياسية فى مصر ، والمشاكل الإقتصادية فى إيطاليا، وقال لن نخرج من مصر ولن نبيع اى حصة من بنك الأسكندرية لأى مستثمر أخر. ووفقا لفابريزيو سينترون فإن بنك إنتيسا مقبل على عملية نمو متدرجة مؤكدا أن ربحية البنك على الرغم من الظروف الإقتصادية الصعبة التى حلت بمنطقة اليورو وخاصة إيطاليا مستمرة، ومشيرا إلى الربحية المتوقعة خلال العام الجارى، بما يعطى إنطباعا جيدا خاصة مع التصنيف المرتفع للبنك والذى إحتل المرتبة الرابعة فى منطقة اليورو بأكملها فيما يتعلق بكفاية رأس المال والقاعدة الرأسمالية، والسيولة. وأعلن أن البنك لن يفرط فى العمالة الزائدة لديه بل سيعاد تأهيلهم وتوظيفهم فى مواقع أكثر ربحية خاصة مع توجه البنك لغلق عدد من فروعه. وشرح جيانلوكا سالسيشى رئيس مكتب الإقتصاد الدولى وإدارة البحوث رؤيته حول أداء الأسواق الناشئة فى المرحلة المقبلة، حيث أكد أن نمو الإقتصاد العالمى سيظل معتمدا على الأسواق الناشئة التى فاقت معدلات نموها تلك المعدلات فى الدول المتقدمة على مدى العشرين عاما الماضية، وقال إن مصر من الدول الناشئة التى قامت بتعديلات على إقتصادها ليكون أكثر إندماجا مع المجموعة الأوربية، وأضاف أنه خلال الثلاثة شهور الأخيرة كانت معدلات النمو أكثر تسارعا فى اليابان والإتحاد الأوربى ، بينما كانت المعدلات أبطأ فى جنوب إفريقيا وتركيا والهند والبرازيل. وقال ان معدل النمو فى مصر تأثر بالأحداث السياسية وكان ذلك بشكل مؤقت لحين إستعادة الإستقرار مؤكدا أن هناك بوادر طيبة إعتبارا من يناير 2014 أدت إلى وضع مصر فى سلة دول شرق أوربا متوقعا زيادة معدلات النمو مع إستعادة الإستقرار السياسى بفضل التدفق فى الإستثمار الأجنبى وعودة السياحة وإنعكاس ذلك على الإحتياطى من النقد الأجنبى. مشيرا إلى أن الدول التى إستثمرت بها المجموعة ومنها مصر شهدت إستقرارا وتحسنا فى الإحتياطيات المالية مثل كرواتيا وألمانيا ومصر. وأكد على توقعاته بتحسن تدريجى فى إقتصادات الدول النامية ، مشيرا إلى أن التحدى الأكبر هو المتعلق بالظروف المالية العالمية، وقدرة الدول على مواجهة الإلتزامات الخارجية، والتى قد تضطر معها لإستخدام الإحتياطى مثل حالة الأرجنتين وفنزويلا، وفى أوربا تركيا، والوضع الأخطر فى أوربا يتمثل فى أوكرانيا، وانه لولا مساعدة الصندوق والبنك الدوليين لكانت أوكرانيا معرضة للإفلاس، وهناك بعض الدول فى وضع دقيق ولكن مؤقت كالحالة فى مصر التى إستفادت من مساعدات الدول الصديقة بالمجموعة العربية، مشيرا إلى أن هذا أدى لتحسن فى تقييم مصر من مؤسسة ستاندرد أن بورز مؤخرا. وتعد مجموعة "إنتيسا سان باولو " الراعى الرئيسى لمعرض "إكسبو 2015 " الذى سيقام فى إيطاليا وفى هذا الخصوص أكد جيانلوكا كورياس بقطاع إدارة البنوك الدولية بالمجموعة أن المعرض سيزوره 20 مليون زائر منهم 14 مليون من منطقة الشرق الأوسط منوها عن أن تواجد مصر مع 115 دولة فرصة كبيرة لعرض ثقافتها وفرص السياحة والإستثمار والتجارة بها. وقال إن الجناح المصرى على مساحة 345 متر مربع وهى مساحة كبيرة يجب إستغلالها من قبل الشركات المصرية ، وسيشارك بنك إنتيسا فى المعرض بفرع يعكس حجم التطور الكبير الذى يجب أن تكون عليه الخدمة المصرفية فى المستقبل. وأشار فلورينزو بيليترو ماريانى مدير العلاقات الخارجية بالمجموعة، إلى نجاح زيارة الوفد الإعلامى للمجموعة ، وأنه يعد من أكبر الوفود الإعلامية من دولة واحدة من الدول التى تستثمر بها المجموعة بما يدلل أهمية مصر للمجموعة، مشيرا إلى أهمية هذا اللقاء السنوى فى تقريب وجهات النظر والتشارك فى الأفكار حول المستقبل.