رسم الرئيس الأمريكى باراك أوباما ملامح الفصل الأخير من سياسته الخارجية حتى نهاية ولايته الثانية والأخيرة، والتى تشمل بعد نفض أمريكا يدها من أفغانستان تركيز مزيد من الجهد والمال لمحاربة الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط ، بحسب تعبيره. وقال أوباما فى الكلمة التى ألقاها خلال حفل تخريج دفعة من الضباط العسكريين فى الأكاديمية العسكرية الأمريكية فى »ويست بوينت« بولاية نيويورك الخطوط العريضة لسياساته للتعامل مع الأزمات والقضايا الخارجية فى الفترة المتبقية من رئاسته بعد انتهاء دور بلاده العسكرى فى أفغانستان ، والتى ستعتمد على الالتزام بالتحرك بالتنسيق مع الدول الأخرى ، ويتضمن نقل المعركة ضد الإرهاب من أفغانستان إلى مواجهة تهديدات متفرقة فى أماكن أخرى من العالم. وشدد الرئيس الأمريكى على أن الإرهاب لا يزال التهديد الأكثر خطورة الذى يواجه بلاده فى الداخل والخارج ، مؤكدا على ضرورة توجيه الأموال التى لم تعد تستخدم فى أفغانستان لمحاربة ظهور الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط ومنطقة الساحل وافريقيا.
ومن هذا المنطلق ، أكد أن الولاياتالمتحدة ستواصل هجمات الطائرات بدون طيار فى مناطق مثل اليمن والصومال والقبض على كل من يشتبه فى أنهم إرهابيون فى الخارج ، بناء على »معلومات مخابراتية« ، وخاصة عندما يكون هناك »شبه يقين بأنه لن يسقط ضحايا من المدنيين».
واستدرك ساخرا «لكن الاستراتيجية التى تستدعى غزو كل بلد يأوى شبكات إرهابية هى استراتيجية ساذجة وغير قابلة للاستمرار».
كما اقترح أوباما إنشاء صندوق شراكة لمكافحة الإرهاب بقيمة 5 مليارات دولار - وهو الأمر الذى يحتاج موافقة الكونجرس - لمساعدة الدول الحليفة للولايات المتحدة فى حربها على الإرهاب ، معتبرا أن سوريا محور بالغ الأهمية ، حيث من المتوقع أن تستخدم الأموال لتدريب وتجهيز دول أخرى على محاربة «التطرف العنيف والفكر الإرهابي».
وقال أوباما إن إدارته ستعمل مع الكونجرس لتكثيف الدعم للجماعات التى »تمثل البديل الأفضل للإرهابيين والطغاة المستبدين«، لكنه لم يقدم تفاصيل محددة.
وتوضيحا لهذه النقطة ، أشار مصدر مسئول بالإدارة الأمريكية إلى أن دولا مثل الأردن ولبنان وتركيا والعراق ستحصل على موارد إضافية أيضا للمساعدة فى استيعاب اللاجئين السوريين ، وسوف تأتى هذه الأموال من الصندوق الجديد. وأكد الرئيس الأمريكى أن الجيش هو »العمود الفقري« للزعامة الأمريكية ، ولم يستبعد فكرة اللجوء إلى عمل عسكرى منفرد إذا تعرض الأمريكيون للتهديد أو إذا كان أى من حلفاء أمريكا فى خطر.
وأوضح أوباما أن «الولاياتالمتحدة ستستخدم القوة العسكرية ، من جانب واحد ، إذا اقتضت الضرورة ذلك، عندما تستدعى مصالحنا الأساسية هذا».
كما حذر أوباما من أن أى عدوان إقليمى دون رادع «يمكن أن يدفع جيشنا إلى التدخل» إذا أثر على حلفاء الولاياتالمتحدة فى جنوبأوكرانيا أو بحر الصينالجنوبى أو فى أى مكان آخر فى العالم».
وأضاف أن أمريكا يجب أن تقود على الساحة العالمية ، لكن «التحرك العسكرى الأمريكى لا يمكن أن يكون العنصر الوحيد - أو حتى الرئيسى - لقيادتنا فى كل حالة .. مجرد أن يكون لدينا أفضل مطرقة لا يعنى أن تكون كل مشكلة مسمارا».