هى أستاذة جامعية، تخصصت فى علم نفس الأطفال، وضعت أمامها هدفا واحدا لتحقيقه مهما كلفها من مال ووقت وصعوبات، استطاعت أن تقنع من قابلته بأهمية قضيتها لأنها صادقة ولا يعود عليها ذلك بمغنم. هى د. مايسة أنور المفتى، كريمة الطبيب المشهور الراحل أنور المفتى ورثت عن والدتها رسالة «محو الأمية» وخططت ورصدت وقابلت ورسمت كل المحاور التى تدفع بحل هذه المشكلة فى أسرع وقت -وعلى حد قولها- كوبا محت الأمية فى سنة واحدة بفضل نهوض طلبة الجامعات بهذه المهمة. ففى خلال الأسابيع القليلة القادمة سوف تتعاون -ولأول مرة- 23 جامعة مع وزارة الشباب، مع الكاتدرائية المرقسية للأقباط مع الهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ومشروع محو الأمية لوضع مشروع قومى يتم التخطيط له، بحيث يتولى نصف مليون طالب وطالبة محو الأمية من كل قرى ونجوع مصر أينما كان سكن الطالب أو الشاب، كما أن المشروع القومى لم يضع برنامجا أو مقرا دراسياً معيناً.. وجعل المشروع -هدف محو الأمية- ينبع من رغبة الناس فلا يفرض عليهم مقرر.. وعلى سبيل المثال تقول د. مايسة: نحاول تقريب التدريب من حياة الناس، ونجحنا بالفعل مع الأميات أن نحل مشاكلهن.. فمثلا كانت الشكوى أن السيدات تقفن طوابير للحصول على الخبز، واقترحنا عليهن أن تخبز كل سيدة يوما واحدا لكل السيدات فيتناوبن صناعة الخبز. وتشرح د.مايسة محاولاتها الناجحة عندما قابلت د. حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس ود.عبد الوهاب عزت نائب رئيس الجامعة وشرحت الفكرة التى تشغل وقت فراغ شباب الجامعات ويحصلون على مكافأة مجزية لمحو أمية جيرانهم، واقتنع رئيس الجامعة وتحمس لعرض الفكرة على رؤساء 23 جامعة فى المجلس الأعلى للجامعات، بحيث يتم تدريب شباب الجامعات على أسلوب محو الأمية، كذلك قابلت د.مجدى عزيز وهو أستاذ جامعى ورئيس تعليم الكبار بالكنيسة القبطية وحقق نجاحاً فى تجربته لمحو الأمية فى الصعيد، وقابلت مسئولى وزارة الشباب وهيئة محو الأمية بحيث يحصل الطالب على 100 جنيه مقابل محو أمية فرد ويتم رصد ذلك عن طريق الرقم القومى والحاسب الآلى ويحصل الأمى بعد اجتيازه المرحلة على 100 جنيه، وسوف تتولى هيئة تعليم الكبار برئاسة د. محل الرافعى متابعة الحملة حسب ظروف كل طالب.. وانتقائه الأشخاص بلا تحديد للأعمار أو الجنس أو العرق أو الدين. المحو لأمية لا يقوم على التلقين، ويتولى المهمة طلبة كل الكليات، وهنا تقول د.مايسة المفتى أن الطالب أو الطالبة الجامعية سوف يحصل على الأقل على ألف جنيه إذا ما قام بمحو أمية عشرة أشخاص، والجميل أن البنوك الوطنية (بنك مصر) قرر رئيسه منح جوائز مادية عددها 30 جائزة قيمة كل منها 5000 جنيه لمن ينجح فى تعليم أكبر عدد ممكن من الأميين.. مع شهادات تقدير. وأضافت: أن الأميات متحمسات جدا وكذلك الطالبات وأيضا طالبات الدراسات العليا، وقد تلقت طلبا من رئيس جامعة أسوان لتدريب طلبة الجامعة هناك على أسلوب محو الأمية دون تلقين بحيث يختار مجموعة الأميين الموضوع الذين يرغبون فى تعلمه، كذلك طلبة جامعة كفر الشيخ لتدريب أبناءها الطلبة استعدادا لفصل الصيف، وكل يوم تتوالى الطلبات من الجامعات حتى بلغ عددهم 7 جامعات، ويبلغ متوسط عدد الطلبة والطالبات حوالى مليون على الأقل جاهزين بعد الامتحانات لبدء ثورة محو الأمية لأن التعليم فى حد ذاته تنمية بشرية.. وتمنح المتعلم ثقافة الحقوق والواجبات. جدير بالذكر أنه فى مصر حوالى 35 مليون أمى، والدستور ينص فى إحدى مواده العمل على محو الأمية التى تمثل وصمة عار فى جبين الدولة التى تملك 50 جامعة حكومية وخاصة، ومئات المعاهد وآلاف المدارس.