لماذا انزعجت إسرائيل واعترضت على المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ، والترتيب لانتخابات، وتشكيل حكومة بيروقراطية تضم الضفة وغزة؟، ولماذا وصفت الحكومة المرتقبة التى تضم حماس بأنها ستكون إرهابية؟، طبعا الإجابة معروفة، فالمخطط الأمريكى الإسرائيلى كان يهدف لإقامة دولة حماس فى غزة كإمارة إسلامية تعطى مبررا لقيام دولة يهودية فى المقابل، وأعلن الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش أنه يسعى لإقامة دولتين يهودية وفلسطينية، وتقبل البعض أيامها كلمة يهودية بدهشة كما لو كان هذا الوصف لدولة إسرائيل جديدا، ونفس الاتجاه يسلكه الآن بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل ويعلن أنه يسعى لقيام دولة يهودية، ولا يستطيع التأخر أكثر من ذلك وهو يرى نظام الإخوان يتهاوي، وتتهاوى معه المؤامرة الكبرى لتغيير خريطة المنطقة. أما عن يهودية الدولة فغير خافية، فهى أمة يهودية من الأصل، توسعت بسبب الحروب المتتالية مع العرب، واستولت على الأراضى الفلسطينية والعربية وتجاوزت نسبة ال84% التى أعطيت لها حسب قرار التقسيم، ولم يتبق لفلسطين الضفة إلا الفتات 21% فقط، والتصريحات القديمة لبوش والأخيرة لنيتانياهو تعنى بإظهار لافتة يهودية الدولة ردا على بعض الدول التى توصف بأنها إسلامية. وتصف إسرائيل نفسها بأنها دولة يهودية ديمقراطية، ويعتبر معظم مواطنى الدولة يهودا بديانتهم أو بقوميتهم، ولكن بينهم أقلية عربية كبيرة من المسلمين والمسيحيين والدروز يطلق عليهم مسمى (عرب إسرائيل)، ونظام الحكم فى هذه الدولة ديمقراطى برلمانى متعدد الأحزاب، والكنيست (البرلماني) هو المؤسسة المركزية التى تلعب الدور التشريعي، وينتخب أعضاؤه رئيس الدولة والحكومة، علما بأن أنظمة السلطة والقضاء الصادرة من مجلس الدولة المؤقت فى 91 مايو 8491 سارية المفعول حتى اليوم، وقام الكنيست بسن قوانين أساسية قضائية بديلة للدستور، وقد جعل عدم وجود دستور المحكمة العليا تتمتع بمكانة أقوى من المعتاد فى الدول الأخري، وتعداد سكان إسرائيل يبلغ 7 ملايين ونصف المليون نسمة، ونشيدها القومى (الهايتكفاة) بمعنى الأمل. وأطماع إسرائيل مستمرة.. ولا ننسى مقولة (من النيل إلى الفرات)، علما بأن كلمة (النيل) قديما فى الثقافة اليهودية تشير إلى (وادى العريش)، ولا ننسى أيضا مقولة إن حدود دولة إسرائيل هى الأراضى التى يقف عليها الجندى الإسرائيلي. وإذا تأملنا العلم الإسرائيلى الذى هو رمز الدولة منذ قيامها، نجده مساحة بيضاء تشير إلى دولة إسرائيل مع خطين أزرقين لعلهما يشيران لنهرى الفرات والنيل، لكن بمزيد من التأمل فى هذا العلم، لماذا لم يحد هذان الخطان العلم من أعلى ومن أسفل عند الطرفين، هل ترك مسافة تعنى (ما بعد النيل وما بعد الفرات؟). د. عادل وديع فلسطين