احتلت الانتخابات الرئاسية مكان الصادرة في اهتمام وسائل الإعلام العالمية التي قدمت تغطية متميزة لهذا الحدث التاريخي. مستفيدة في ذلك من جيش المراسلين الذين أوفدتهم القوات الفضائية والصحف والمجلات الكبرى إلى القاهرة ومختلف المحافظات المصرية لنقل صورة حية لتوجهات المصريين بعيدا عن الصورة المغلوطة التي روج لها الإعلام الغربي في الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو فقد أكد صحفيو وكالة الأنباء الفرنسية في القاهرة أن «طوابير طويلة من الرجال والنساء تشكلت منذ الصباح الباكر أمام العديد من مكاتب الاقتراع في القاهرة». كما بثت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عبر شبكتها التليفزيونية وموقعها الإليكتروني صورا مبكرة لطوابير الناخبين وهي تصطف أمام اللجان ، وقالت إن السلطات المصرية تنفذ عملية عسكرية وشرطية ضخمة لتأمين هذه الانتخابات. وقال كيفن كونولي مراسل بي.بي.سي. في القاهرة إن التواجد الأمني المكثف الذي شاهده أعطاه رسالة بأن تهديدات الإسلاميين ما زالت قائمة. ووصفت مراسلة أخرى لبي.بي.سي. الأجواء الانتخابية التي شاهدتها بأنها كانت أشبه بالاحتفال ، مشيرة إلى أن «الأجواء الاحتفالية خيمت على قلب القاهرة ، فبدا الأمر وكأنه احتفال وليس اقتراعا» ، وقالت إن ملصقات الدعاية والتأييد للسيسي والأعلام المصرية كانت هي المستلزمات التي حملها الناخبون المصريون معهم على مدار اليوم. ومن جانبها ، أكدت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء عدم وقوع أعمال عنف تذكر في الساعات الأولى لفتح باب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية ، حيث لم ترد إليها أنباء عن أي مشكلات كبيرة تعوق العملية الانتخابية. ونقل مراسلو الوكالة عن الناخبين المصريين انطباعهم عن هذه الانتخابات ، فقال ناصر محرز - رجل أعمال من حي مصر الجديدة قوله : «السيسي أعظم رجل في العالم» ، وعن تأمين العملية الانتخابية قال : «لدينا ثقة مطلقة في الجيش وفي الشرطة». وكان للناخبين كلمة يوجهونها لأولئك الذين فكروا في مقاطعة الانتخابات ، فنقلت الأسوشييتدبرس عن محمد فاروق من منطقة الكيت كات بالقاهرة قوله : «الذين قاطعوا ليسوا مصريين حقيقيين ولا وطنيين لأنهم يمنحون الفرصة لتركيا وقطر لتشويه صورتنا». وعرض تليفزيون «رويترز» لقطات للمرشح عبد الفتاح السيسي وهو يدخل لجنة الاقتراع وسط جموع الناخبين في مصر الجديدة ، ونقل التليفزيون صوتا مؤيدا له بوضوح وسط الجموع يناديه بكلمة «يا ريس.. يا ريس».كما أظهرت لقطات تليفزيونية أخرى لرويترز لمنافسه حمدين صباحي متوجها للإدلاء بصوته في لجنته ، ونقلت عنه قوله «حريصون على أن نبني دولة نتشارك فيها جميعا». واستطلعت «رويترز» آراء حية لعدد من الناخبين أمام لجان الاقتراع ، ونقلت عن صابر حبيب - وهو مقاول عمره 61 عاما - أمام لجنة انتخاب وهو يلوح بقبضة يده في الهواء قائلا : «إحنا شايفين السيسي راجل صح حقيقي .. مصر تحب الرجل القوي .. عايزين البلد تمشي لقدام». كما حرصت وكالة «رويترز» عبر خدمتها العامة على نقل أصوات أخرى لمواطنين مصريين ، فقالت هبه المهدي وهي من سكان القاهرة إنها ستصوت للسيسي ، مشيرة إلى أنها ترى أن له رؤية للمستقبل ، إضافة إلى ما قدمه بالفعل لمصر وأوضحت رويترز أن مؤيدي السيسي ينظرون إليه باعتباره شخصية تتسم بالحسم قادرة على تحقيق الاستقرار في مصر. وقالت الوكالة إنه على الرغم من وجود مخاوف لدى سلطات الأمن من أن تنظم جماعة الإخوان - التي تقاطع الانتخابات - احتجاجات لتعطيل الاقتراع ، أو أن يشن متشددون هجمات لتخويف الناخبين وإثنائهم عن التصويت ، فإن وجيه شاكر أحد سكان القاهرة أكد أنه يثق في تأمين قوات الشرطة والجيش للانتخابات. وفي تقرير منفصل عن التصويت في محافظة شمال سيناء التي كانت بؤرة للعمليات الإرهابية في الفترة التي أعقبت عزل محمد مرسي ، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه «وسط إجراءات أمنية مشددة لم يسبق لها مثيل في أي عمليات تصويت في الانتخابات أو الاستفتاءات السابقة في محافظة شمال سيناء ، توافد المواطنون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات منذ الصباح ، وقالت إن الناخبين وقفوا في طوابير انتظارا للدخول إلى اللجان الانتخابية». وقال اللواء سميح بشادى مدير أمن شمال سيناء للوكالة الألمانية إنه وبالتعاون مع القوات المسلحة وبالتنسيق مع جميع الأجهزة الأمنية تجرى الانتخابات الرئاسية في شمال سيناء في هدوء تام ، وأضاف أن إجراءات التأمين على أعلى مستوى من الشرطة وبالتعاون مع الجيش