أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية فى أوكرانيا أمس أن الملياردير الموالى للغرب بيترو بوروشينكو فاز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى بحصوله على 54٫06% من الأصوات، وذلك وفقا لنتائج جزئية بعد فرز نحو نصف الأصوات. بينما حلت أقوى منافسيه رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموتشينكو فى المركز الثانى بفارق كبير بحصولها على 13٫12%، وحل النائب القومى أوليه لياشكو ثالثا بحصوله على 8٫49%. وبذلك يكون بوروشينكو قد فاز ب «الضربة القاضية» على جميع منافسيه، وتجنب إجراء جولة ثانية من الانتخابات يوم 15 يونيو المقبل بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة من الأصوات، بعد تمكنه من اجتياز حاجز الخمسين فى المائة. وأكدت اللجنة الانتخابية سلامة عملية الاقتراع، وقالت إنها بصدد الإعلان عن النتائج الرسمية قريبا، علما بأن مناطق شرق أوكرانيا التى يسيطر عليها المسلحون الانفصاليون الموالون لروسيا لم تشهد عمليات اقتراع. وفور فوزه، أعلن بوروشينكو أنه لا يعترف بانضمام شبه جزيرة القرم جنوب البلاد إلى روسيا وبالاستفتاءات التى جرت فى شرق أوكرانيا، وتعهد بإنهاء الصراع بين حكومة كييف المركزية والانفصالين الموالين لروسيا فى شرق البلاد، كما وعد بتدعيم ارتباط بلاده بأوروبا. ونقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية عن بوروشينكو قوله إن أوكرانيا ستكون دولة مركزية موحدة، لافتا إلى أنه سيعمل على إنهاء الحرب واستقرار الوضع فى البلاد. وفى أول رد فعل دولى على فوز بوروشينكو، أشار الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى أن انتخابات الرئاسة الأوكرانية ربما تساعد فى توحيد البلاد، وفى إشارة واضحة للجهود الروسية لتشكيل الأحداث فى أوكرانيا، قال إن «الشعب الأوكرانى أظهر مرارا رغبته فى اختيار زعمائه دون تدخل والعيش فى ديمقراطية حيث يمكنهم تحديد مستقبلهم بعيدا عن العنف والترهيب». ووصف أوباما الانتخابات بأنها »خطوة أخرى مهمة للأمام فى جهود الحكومة الأوكرانية لتوحيد البلاد والتواصل مع كل مواطنيها لضمن معالجة مخاوفهم وتلبية طموحاتهم«. وفى الوقت نفسه، أبدى محللون أمريكيون تشككا كبيرا فى إمكانية أن يغير الرئيس الروسى فلاديمير بوتين موقفه بعد ضم القرم فى مارس الماضى وانتهاجه سياسة يعتبرها الغرب »تهدف لزعزعة استقرار شرق أوكرانيا«، حيث أكدوا جميعا على حجم المشكلات الاقتصادية والسياسية التى تنتظر الملياردير وقطب صناعة الحلوى بيترو بوروشينكو الذى يطلق عليه «ملك الشيكولاتة». وفى الوقت نفسه، حذر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف الرئيس الأوكرانى الجديد من أن استمرار العمليات العسكرية التى تشنها حكومة كييف فى شرق أوكرانيا سيكون خطأ كبيرا.