ضرب أوروبا »زلزال سياسي« بعد أن حقق أحزاب اليمين المتطرف »الشعبوي« نتائج تاريخية فى انتخابات البرلمان الأوروبي، حيث أظهرت النتائج الأولية حصولهم على 212 مقعدا، متقدمين فى ذلك على الاشتراكيين الذين حصدوا 193 مقعدا، بينما جاء فى المركز الثالث المعادين لأوروبا بحوالى 130 مقعدا، فى اقتراع عكس الغضب الذى يعم القارة كلها من سياسات التقشف والبطالة. وأشارت التقديرات التى استندت إلى استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مكاتب الاقتراع أجريت فى دول الاتحاد ال 28 إلى أن الليبراليين سيظلون القوة الثالثة وسيفوزون ب 74 مقعدا، يليهم الخضر بحوالى 58، ثم اليسار الراديكالى ب 47 نائبا. وبحسب هذه النتائج، فإن الكتلة المناهضة لأوروبا الملتفة حول حزب »يوكيب« البريطانى بزعامة نايجل فاراج حصلت على 33 مقعدا. وشارك 388 مليون شخص فى الانتخابات، حيث وصلت نسبة المشاركة إلى حوالى 43% على مدار أربعة أيام. وفى لندن، تصدر حزب »يوكيب« البريطانى المناهض لأوروبا نتائج الانتخابات التى جرت فى المملكة المتحدة، متقدما بفارق كبير على الأحزاب الثلاثة التقليدية. وأظهرت النتائج أن يوكيب »حزب الاستقلال« الذى يتزعمه فاراج حصل على نسبة قياسية من الأصوات بلغت 29%، مما يؤهله للفوز بحوالى 22 مقعدا فى البرلمان الأوروبى العتيد، فى حين ستكون حصة المحافظين برئاسة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون 16 مقعدا حوالى 24% من الأصوات، بينما حصل العمال على 14 مقعدا حوالى 23،5% من الأصوات. وفى باريس، أحدث الفوز الساحق للجبهة الوطنية بزعامة مارى لوبان زلزالا سياسيا فعليا بحصوله على حوالى 25% من الأصوات، وهو بذلك يضاعف أربع مرات النتيجة التى حققها خلال الانتخابات نفسها عام 2009. وجاء فى المركز الثانى حزب »الاتحاد من أجل حركة شعبية« اليمينى جامعا بحوالى 21%، بينما حل الحزب الاشتراكى ثالثا بحوالى 15%. ودعت لوبان الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إلى إجراء انتخابات جديدة على المستوى الوطني، بعدما حل حزبها فى المرتبة الأولي. وتابعت لوبان »ماذا يستطيع أن يفعل رئيس الجمهورية غير ذلك فى مواجهة هذه الصفعة القوية التى وجهها إليه الفرنسيون؟«. وفى برلين، تصدر المحافظون بزعامة المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل النتائج. وفى أثينا، أظهرت النتائج تقدم حزب »سيريزا« اليسارى المتطرف الذى استفاد من موجة غضب من اجراءات التقشف ليفوز فى هذه الانتخابات، ولكنه أخفق فى تسديد ضربة قاضية لحكومة رئيس الوزراء أنتونيس ساماراس. وفى النمسا، حقق حزب اليمين المتطرف »إف بى أو« الذى يأمل فى تشكيل كتلة مع الجبهة الوطنية فى فرنسا، تقدما كبيرا وحل فى المرتبة الثالثة بحصوله على 20%من الأصوات، وزادت نسبة التأييد له بأكثر من خمس نقاط. وفى كوبنهاجن، حل الحزب الشعبى الدنماركي، المناهض للهجرة، فى الطليعة بحصوله على 27% من الأصوات. وفى البرتغال، منى ائتلاف يمين الوسط الحاكم بهزيمة نكراء فى الانتخابات الأوروبية، وفازت بها المعارضة الاشتراكية، وذلك بسبب الرفض الشعبى الشديد لسياسة الحكومة التقشفية.