أشياء كثيرة لطول غيابها صارت بعيدة المنال ولا نراها إلا فى أحلامنا.. رأيت ويالعجب ما رأيت أن الطريق ممهد ونظيف والسيارات تسير فى انتظام وهى تراعى حق المشاه فى الطريق وأن وسائل النقل الجماعى تعيش حالة من النظافة واليسر والالتزام الدقيق بمساراتها وبإشارات المرور والتى تغنى عن وسائل أخرى شاعت وانتشرت وملأت شوارعنا بالفوضى والانفلات وكسر الاشارات. ورأيت قوافل بشرية عمال وموظفين تتجه إلى أعمالها ومصانعها سعيدة بانجازاتها وانتاجها ورأيت كيف اختفت أكوام القمامة بفعل الفرز والتدوير والتحويل إلى منتجات نافعة وسماد يغذى الزراعات رأيت شبابا فتيا يعمل وينتج ويصنع مستقبله بسواعده حتى لا يقع فريسة البطالة والتعطل وكيف أنه بطاقته الهائلة فى العمل استطاع أن يوفر المنتجات والاحتياجات التى تغلق باب الاستيراد من الخارج وتفتح باب التصدير وجلب العملة الصعبة وإيجاد حياة رغدة ميسورة لأبناء بلدى الكرام حتى نأكل جميعا من خير بلدنا. رأيت أبناء وطنى العاملين الكادحين ينعمون بدخول معتبرة ومساكن مريحة، رأيت ازدهارا مدويا بعودة النشاط المسرحى الهادف وأن السينما عادت إلى مجدها الزاهر لتقدم القدوة والنموذج وترتقى بالذوق والأخلاق وتعلى من قيم المجتمع الراسخة ورأيت البرامج الحوارية بالتليفزيون تغلب المصلحة العامة للشعب من خلال مناقشات تتماس مع القضايا التى تحقق مصالح الأغلبية وأن الدراما التليفزيونية تتعرض للمشكلات الحقيقية التى تهم المواطن المصري. ورأيت اختفاء ظاهرة أولاد الشوارع بعد أن استوعبتهم مؤسسات الدولة الراعية لهم تعليما وتهذيبا وانتاجا حتى صاروا قوة من قوى المجتمع المنتجة.. رأيت أن المناطق العشوائية بكل ما تحمله من صور مسيئة للمجتمع وللإنسانية قد تحولت إلى مساكن نظيفة وشوارع ممهدة وخدمات ممتدة لكل مواطنيها لتحقق لهم آدميتهم وإنسانيتهم. يارب اجعل من احلامنا حقيقة تسعد أهل بلدى ويارب اجعلنا نحقق كل خيال. لمزيد من مقالات سهام عباس أحمد