خلال الفترة الماضية تصدرت كوارث " النقل الثقيل" معظم الصحف ، وأصبحت المقطورات بطل حوادث الطرق بلا منازع بعد أن التهمت مئات السيارات ، وتسببت فى وفاة أكثر من 6 آلاف قتيل و25 ألف مصاب سنويا . المأساة كبيرة بعد أن تحولت الطرق السريعة إلى " نعش " كبير يتحرك عليه آلاف من سيارات النقل الثقيل " المقطورات " والتى تشبه الديناصورات فى خطواتها الصارمة القوية ، وهو ما حدث مؤخرا حيث تسببت " مقطورة " فى تحطم 11 سيارة ملاكى أثناء مرورهم على الطريق الدائرى بالقرب من مخرج دار السلام ، ومنذ أيام دهست سيارة نقل ثقيل 9 سيارات متنوعة أجرة وملاكى أسفرت عن مصرع 7 أشخاص . كما سقطت مقطورة من أعلى الطريق الدائرى فى المعادى على السيارات أسفله بعد انحرافها عن مسارها بسبب سرعتها الجنونية مما أدى إلى مصرع 4 أشخاص وإصابة 4 آخرين.، كما أثارت " مقطورة " الرعب على الطريق الدائرى، وكاد أن يتحول كوبرى الوراق إلى مذبحة نتيجة سرعة السيارات التى فوجئت باحتراق سيارة بعد اصطدامها بمقطورة . منظومة النقل تحتاج إلي إعادة نظر فلا يمكن إلغاء أو إجبار سيارات النقل علي الاستغناء عن المقطورة إلا إذا أوجدنا لهم بديلا مناسبا خاصة أن 99% من البضائع تعتمد علي النقل في هذه الشاحنات الضخمة ، ورغم أن لها تأثيرا سلبيا علي الطرق التي تنفق الدولة عليها المليارات لإصلاحها وإعدادها لتأتي تلك الحمولات الزائدة وتدمر هذه المليارات وتتهالك الطرق في أقل بكثير من نصف مدة صلاحيتها وتظهر عيوبها بعد أقل من عام علي انشائها ، وهو ما ظهر واضحا على معظم الطرق منها ( الزراعى والصحراوى والدائرى والأوتوستراد) ، كما أن 60% من قائدي " المقطورات " يقودون تحت تأثير المخدرات . الطريق الدائرى الذى يعد من أكبر الطرق التى تربط محافظاتالقاهرة الكبرى، يفوح منه رائحة الموت دائما بسبب تكرار حوادث المقطورات عليه ، حيث يمر عليه أكثر من 150 ألف سيارة يوميا فى ظروف مرورية قاسية، فأعمدة الإنارة متهالكة، والإضاءة منعدمة ليلا ، والرقابة المرورية غير موجودة إلا نادرا ، وسيارات الإسعاف و" أوناش" السحب مختفية تماما ، وهذا يبرر ارتفاع معدلات الحوادث على الطريق الدائرى. الغريب أنه رغم تكرار حوادث الديناصورات التى ترجف قلوبنا ، إلا أن المسئولين لم يتخذوا أى إجراء حاسم لمواجهتها خاصة أنها تبث الرعب فى قلوب المسافرين وتلتهم آلاف من البشر الأبرياء. لمزيد من مقالات عباس المليجى