البرقي... فصيلة نادرة من الاغنام تشتهر بها مطروح حيث انها الوحيدة بين مثيلاتها من الفصائل الاخري في مصر التي تتغذي علي الحشائش البرية والاعشاب العطرية في المراعي الطبيعية بالساحل الشمالي الغربي وبادية مطروح، وتعتبر الاولي عالميا في انخفاض مستوي الدهون بها ، بالاضافة الي طيب طعم لحومها مما دفع السعودية ودول الخليج الي استيرادها من مطروح حيث تعد خراف البرقي الاولي عالميا تليها الخراف الايراني. والغريب انه بالرغم من شهرة تلك الاغنام الا ان الدولة لم تتدخل بصورة جادة في تنمية تلك الثروة الحيوانية بمطروح لزيادة عددها وايجاد حلول للمشاكل التي تواجة المربين لتلك الاغنام التي اصبحت حاليا مهددة بالانقراض، حيث كانت في التسعينات يبلغ عددهاحوالي مليون ونصف مليون رأس واصبحت حاليا لا تتجاوز 500 الف رأس فقط. والكارثة الحقيقية هي انه يجري حاليا تهريب الاغنام الي ليبيا بأعداد كبيرة تزيد علي 5 الاف رأس شهريا ,ويتم التهريب بعدة طرق أهمها عبر المدقات والطرق الجبلية الوعرة قرب السلوم، علي الشريط الحدودي بين مصر وليبيا، حيث يصطحب المهربون الأغنام بعد الفجر، وكأنهم يرعونها إلي أن يقتربوا بها من المناطق الحدودية أسفل الوديان الملتفة حول ميناء السلوم البري، بحوالي 5 كيلومترات، ومن هناك يدخلونها إلي ليبيا عبر الحدود.أمّا الطريقة الثانية فهي تحميل الأغنام علي مراكب الصيد الصغيرة وتهريبها عبر ساحل البحر لمنطقة البردي الليبية (عشرة كيلومتر غرب السلوم) إذ تنقل المراكب في الرحلة الواحدة، من80 رأسا الي 150 رأسًا، في الحمولة، ويحصل صاحب المركب علي 100 جنيه عن كل رأس مما يعد بالنسبة له افضل من صيد الاسماك. يقول عبد الرحمن عبد الجواد العميري من كبار عواقل النجيلة التي تشتهر بتربية اغنام البرقي ان حجم تصدير اغنام مطروح للسعودية ودول الخليج بلغ في التسعينات اكثر من 30 مليون دولار سنويا ولكن توقف تصديرها بسبب ظهور الحمي القلاعية في مصر،وعلي الرغم من عدم اصابة اغنام مطروح بتلك الحمي الا ان تلك الدول منعت استيرادها خوفا من هذا المرض ولم تبذل الحكومة آنذاك مجهودا لاقناع تلك الدول باعادة تصدير اغنام البرقي واثبات حقيقة عدم اصابتها بالمرض. واضاف ان عمليات التصدير للاغنام كانت تراعي عدم المساس بأناث الاغنام حفاظا علي تكاثرها حيث كان يتم تصدير 80 % من شحنات الاغنام من الذكور والباقي من الاناث. ولكن ما تم خلال السنوات الماضية التي اعقبت وقف تصدير الاغنام من بيع صغار الاناث وذبحها وتهريبها الي ليبيا ادي الي تناقص حاد في الثروة الحيوانية بمطروح مما يتطلب تدخل جاد من الدولة لوقف ذبح وتهريب اناث البرقي وايجاد حلول عملية مع المربين لتنمية تلك الثروة الحيوانية بمطروح عن طريق منح قروض بدون فوائد لهم لشراء الاعلاف للحد من بيع الاناث حيث يضطر المربي الي البيع تحت ضغط عدم قدرته علي الانفاق علي شراءالاعلاف وخاصة في فترات الجفاف وندرة الامطاروتأخر نمو نباتات المراعي مما يهدد الثروة الحيوانية بالتناقص الحاد في اعدادها. وأكدت لجنة بيطرية كورية بمذكرة الي محافظ مطروح اللواء بدر طنطاوي انها بعد زيارتها التفقدية للمحافظة تبين لها انخفاض ملحوظ في عدد اناث اغنام البرقي مما يهدد هذه الثروة من الاغنام التي تشتهربها المحافظة عالميا.