منضبط متحكم فى انفعالاته... مطيع لرؤسائه ...خادم لزملائه ... طاهر اليد ... محب للقراءة ... محافظ على الصلاة ... هاديء الطباع ... بهذه الكلمات وصف وأساتذة المشير عبد الفتاح السيسى المرشح الرئاسى من زملائه وأساتذته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا تلك المدرسة التى يتخرج منها القادة والزعماء فى مصر والدول العربية والتى تضم كليتى الدفاع والحرب العليا حيث كان أول الدفعة 27 فى الحرب العليا والذى لايعرفه الكثير عن السيسى طبقا لزملائه وأساتذته هو أنه كان الأول على دفعة الثانوية الجوية بألماظة عام 1970 ثم التحق بعدها بالكلية الجوية الدفعة 34 ثم حول بعد ذلك للكلية الحربية وتخرج منها فى الدفعة 69والعجيب أن بعض بعض أساتذته كان يتوقعون له مكانة عظيمة فى المستقبل . اللواء أحمد يوسف مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا السابق أحد زملاء السيسى فكان يجلس بجواره طيلة العام روى ل«الأهرام» متقطفات من ذكريات الماضى فيقول: كنت زميلا له وكنا نجلس بجوار بعضنا البعض وكان ترتيبى فى أقدمية الدفعة وتخرجنا بدرجة امتياز وهو إنسان بكل ما تحمله الكلمة . فالمشير شخصية منضبطة إلى أبعد الحدود وكانت معلوماته فيها جاهزية ولو طلب منه أحد أى معلومة كان يساعده فهو متدين وسطى يواظب على الصلاة فى وقتها ولم نشاهده متطرفا أو متشددا ولم أراه غاضبا مرة ولكن يتحكم فى انفعالاته ولديه قدرة كبيرة على الإقناع . وكشف يوسف أن المشير كان مقلا فى العلاقات الاجتماعية وأنا أيضا نتيجة لطبيعة المهام الموكلة إلينا والعمل لقرابة 17 ساعة وكنا نتقابل فى إطار التزامات تدريبية ولم أفكر يوما أن أطلب منه أى طلبا شخصيا عندما أصبح وزيرا للدفاع لأننى أعرف طبعه بأنه لايمكن أن يغلب مصلحة شخصية على مصلحة العمل. وذكر زميله، اللواء أ.ح محمد عاطف أستاذ كرسى المدفعية بكلية الحرب العليا ان المشير نموذج أخلاقى فهو من حيث الملامح الشخصية تتميز بعفة اللسان وطهارة اليد ويمثل القدوة لأنه يحب العمل بروح الفريق ويسمع جيدا ويقدر الموقف ويتخذ قراره ويسمع أكثر مما يتكلم ولقد خدمت معه قبل التقائنا فى أكاديمية ناصر وكان هو مشاه وأنا مدفعية وعملت معه عندما كان قائد لواء 16 على الفرقة 16 فى الجيش الثانى وكنت أعمل فى أحد الأماكن فى قيادة الجيش وكانت وحدته متميزة وعلى المستوى الشخصى أوضح اللواء محمد عاطف أن السيسى كان يتمتع بثقافة عالية وملما بالموضوعات السياسية والاقتصادية وكل هذا بسبب قراءاته المتنوعة وطبيعة المهام التى وكلت له منذ بداية حياته العملية فقد كان يدير فرع المعلومات فى وزارة الدفاع ثم تولى إدارة المخابرات وكل هذا يؤكد إلمامه بكل التحديات الموجودة على المستويات الإقليمية والعربية والدولية وهذا ماأهله ليكون فى مقدمة صف ضباط القوات المسلحة فى جميع الدورات التى التحق بها وكان دائما ترتيبه الأول وكان يصل لمكانة متميزة بقدراته وإمكاناته من خلال بعده الثقافى حيث تولى الوظائف العليا التى تخص الأمن القومى ووظائف عليا تخص الأمن الاستراتيجى مثل قيادة المنطقة الشمالية .. ومن خلال وجوده معى فى الأكاديمية لمست التزامه الدينى الوسطى وتمتعه بالحزم والشجاعة والقدرة على اتخاذ القرار فى الوقت المناسب والاستماع إلى هيئة القيادة وتقديم البدائل واتخاذ القرار فى الوقت المناسب وكذلك احترام القانون ولذلك كنا نتوقع له مستقبلا متميزا وسافر لتركيا فى السفريات الخارجية لكلية الحرب كما أنه سافر لأمريكا فى بعثة دراسية لمدة عام كمكأفأة لتفوقه ودرس هناك فى احدى الاكاديميات العسكرية وتميز فيها وكان من الأوائل.ومن ضمن ما كنت ألاحظه احترامه لنفسه وللآخرين. اللواء سامح أبو هشيمة المستشار بكلية الحرب العليا الذى درس للمشير فقال فى بداية حديثه قطعت جهيزة قول كل خطيب وكذلك فعلها عبد الفتاح السيسى عندما قدم نفسه للشعب المصرى ووضع حياته فداء لهذا الشعب.وانا شخصيا تعلمت من شخصية السيسى عندما كان ملازم أول وعائدا من بعثة من أمريكا وكنت وقتها رائدا وأستعد للسفر حيث قال لى «سيادة » الرائد من عصانى فى غربة لم يعد سالما وإن عاد سالما فلن يعود غانما» ثم لم ألتقى به بعد ذلك الا وأنا مدرس فى الأكاديمية وكان يصيغ أفكاره ويرتبها ويسردها فى انسيابية فهو رجل يعرف كيف يصنع أفكاره ولايحب أن يظهر بمظهر الضعيف. . أما استاذه مصطفى حامد الأستاذ بكلية الحرب العليا قال عندما أقيمه كدارس كان ملتزما فى أداء الوجبات التى كانت تطلب منه وكان متعاونا مع زملائه ومحبوبا ومستوعبا للدراسة السياسية والعسكرية بالاكاديمية ومحبا للقرءاة وللاطلاع و شديد الأدب يحترم زملائه وكانت تساؤلاته تركز على سؤال رئيسى لماذا تؤدى المؤسسة العسكرية عملها بشكل جيد وتحقق نجاحات ولا تؤدى الوزارات الاخرى ليس على نفس الدرجة. وكان جاهزا للمحاضرات وعندما جاء للأكاديمية العام السابق فى حفل التخرج قال لاننسى أننا تعلمنا هنا الكثير فقلت له نحن تسلمنا العلم من أجيال سابقة وكان واجب علينا أن نعطيه للأجيال التالية لنا.