بعد ساعات من إعلان قمة باريس الحرب على «بوكوحرام» ، شنت الجماعة الإرهابية سلسلة من الهجمات العنيفة على عدة قرى بمنطقة «دامبوا» بولاية «بورنو» شمال شرق نيجيريا ، وذلك بعد يوم واحد من اعتداء عناصرها على موقع عمل صينى فى الكاميرون ، مما أسفر عن مصرع جندى كاميرونى واختطاف نحو عشرة عمال صينيين. وكشفت السلطات النيجيرية أمس عن مصرع ما لا يقل عن 50 شخصا وإصابة العشرات فى هجوم وحشى شنه مسلحون يعتقد أنهم أعضاء بجماعة بوكو حرام على عدة قرى شمال شرق نيجيريا. وأكد شهود عيان أن المسلحين اقتحموا القرى بالعشرات وقاموا بعمليات قتل عشوائى وأحرقوا العديد من المنازل ، فى حين لم تصدر السلطات بيانات رسمية حتى الآن بعدد الضحايا. واتهم السكان الحكومة بالتقاعس عن حماية المواطنين، مشيرين إلى أنهم اتصلوا بالجهات الأمنية لحماية المواطنين دون جدوى. ويأتى هذا الهجوم بعد ساعات من هجوم مماثل شنه أيضا عناصر تابعة لبوكو حرام على موقع عمل صينى فى الكاميرون. وأكدت السفارة الصينية فى العاصمة الكاميرونية ياوندى أن الهجوم وقع على الحدود النيجيرية قرب غابة «سامبيسا» ، وهى معقل لبوكو حرام ، حيث استولت العناصر الإرهابية على عشر عربات خاصة بشركة صينية لأعمال البناء مملوكة للدولة تتولى عمليات إصلاح الطرق فى الكاميرون. وحذر الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند خلال القمة الأفريقية المصغرة التى عقدت فى باريس أمس الأول من أن «بوكو حرام» أصبحت تمثل خطرا كبيرا على غرب ووسط أفريقيا ، مشيرا إلى ارتباط هذه الجماعة بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وتنظيمات إرهابية أخرى. كما طالب أولاند بضرورة وضع خطة شاملة لتبادل المعلومات وتنسيق العمل ومراقبة الحدود والتحرك فى شكل يؤمن القوات والمواطنين ، مضيفا أن هذه الجماعة الإرهابية لها استراتيجية مناهضة للحضارة وتهدف إلى زعزعة الاستقرار فى نيجيريا وتدمير المبادئ الاساسية للكرامة الإنسانية. وأضاف أولاند أن فرنسا ، التى تنفذ عملية فى مالى وأفريقيا الوسطى وتنشر قوات فى تشاد والنيجر ولديها رهائن محتجزون فى المنطقة ، تملك من الخبرة ما يمكنها من تحريك هذه الحملة ضد بوكوحرام ، وذلك على الرغم مما هو معلن من أن تدخلاً عسكرياً غربياً ضد جماعة »بوكو حرام« غير مطروح حاليا. وقد تبنت قمة الرؤساء بباريس خطة تحرك إقليمية للتصدى لجماعة بوكو حرام ، والتزم المشاركون فى توصيات ختام القمة بالإسراع بتبنى عقوبات دولية فى إطار الأممالمتحدة ضد الجماعة الإرهابية.