بعد 30 عاما على توقيع اتفاقية الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب فى العالم، نددت منظمة العفو الدولية أمس بانتشار الظاهرة على نحو مخيف، وأكدت أن العالم بات يمارس التعذيب بشكل طبيعي رغم الإجماع العالمى على ضرورة مكافحة الإرهاب. واتهمت المنظمة معظم دول العالم ب «النفاق وخيانة عهودها» بشأن مكافحة التعذيب، وأطلقت حملة جديدة لمدة عامين تهدف إلى وقف التعذيب، محذرة فى تقرير لها بعنوان «أوقفوا التعذيب» من أن نحو نصف سكان العالم يعيشون فى خوف من أن يتعرضوا للتعذيب فى حالة اعتقالهم، وأوضحت: رغم أن الحكومات حظرت هذه الممارسة التى تحط من قدر الإنسان فى القانون، واعترفت بالاستياء العالمى من وجودها، فإن الكثير منها تمارس التعذيب أو تسهله عمليا. وشددت «العفو الدولية» على ضرورة تدخل الحكومات لمنع التعذيب من خلال السماح بوصول المحامين والأطباء إلى المعتقلين وإقرار شروط أفضل لتفقد مراكز الاعتقال فضلا عن مضاعفة التحقيقات المستقلة فى حالة الاشتباه بحصول تعذيب لمنع مرتكبيه من الإفلات من قبضة القضاء. وسجلت المنظمة خلال السنوات الخمس الماضية أحداثا تمت فيها أعمال تعذيب فى 79 دولة هى من البلدان ال 155 الموقعة على اتفاقية الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب فى ديسمبر 1984. ووصف سليل شيتى الأمين العام للمنظمة ، الحكومات حول العالم بأن لها وجهين بشأن التعذيب، وقال: منذ الحرب المزعومة ضد الإرهاب، بات استخدام التعذيب وعلى الأخص فى الولاياتالمتحدة ودوائر نفوذها أمرا طبيعيا تماما، موضحا أن هذه الظاهرة تلقى تبريرها فى الاعتداءات التى تستهدف الأمن القومي. وأشار شيتى إلى المعاملة القاسية تجاه المعتقلين فى الولاياتالمتحدة الذين يودعون زنزانات انفرادية بدون كهرباء، وممارسة الجلد والرجم فى الشرق الأوسط وسط استمرار تقاعس الدول الأوروبية عن التحقيق فى مزاعم التواطؤ فى التعذيب، وختم قائلا: الحكومات نكثت بوعودها وهذا النكث بالوعود تسبب بمعاناة فظيعة لملايين الأشخاص. وكشف التحقيق الذى أجراه معهد «جلوب سكان» لاستطلاعات الرأى أن دعم التعذيب يأتى على درجات متفاوتة من الشعبية بحسب الدول، حيث يصل التأييد له إلى 74% فى الصين والهند مقابل 12% فقط فى اليونان و 15% فى الأرجنتين، وفى بريطانيا حيث الخوف من التعذيب هو الأقل انتشارا بين جميع البلدان فإن 29 % فقط من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يدعمون استخدام التعذيب.