عندما كتب صلاح منتصر فى عموده اليومى بالأهرام عن واقعة ذكرها دكتور نبيل العربى فى كتابه « طابا وكامب ديفيد» توقف الناس طويلا أمام كتيبة معركة طابا الدبلوماسية التى حملتها طائرة إلى مقر الاحتفال بناء على تعليمات رئاسة الجمهورية الا انه فى انتظار التكريم لم يتجه رئيس الجمهورية نحوهم بعد أن سمع صوتا يناديه من بعض الفنانين وبذلك أسدل الستار على ما أطلق عليه قضية العصر. وحتى قبل آن يحكى د. نبيل العربى آمام مشاهدى التليفزيون هذه الواقعة التى حدثت منذ 25 عاما فبمجرد أن أعلن الرئيس عدلى منصور أسماء المكرمين ظهرت أقلام كثيرة تطالب بتكريم أشخاص لم تسلط عليهم الأضواء، الا أن أحدا لم يلتفت كثيرا إلى العالم الكبير نصر الله مبشر الطرازى ابن مدينة طراز بكازاخستان. ونصر الله الطرازى هو ابن مبشر الطرازى حفيد آخر الامراء بتركستان الشرقية التى كانت تضم أوزبكستان وقرغيزستان و تركمانستان وكازاخستان وطاجيكستان قبل دخول السوفيت هذه الأراضى فى بداية القرن العشرين، وهو من مواليد الخامس من مارس عام 1922، وجاء بصحبة والده بعد أن أتم حصوله على درجة الدكتوراة فى اللغة الفارسية وآدابها ليعمل بدار الكتب المصرية مفهرسا بقسم اللغات الشرقية ثم خبيرا بالدار، وآستاذا للغات الفارسية والتركية والأوزبكية بالجامعة. أما وثائق طابا فلم يعلم أحد من أهل بيته عن مشاركته فى ترجمتها الا بعد وفاته. وقد قام بترجمتها عن اللغة التركية عندما جلبت الوثائق من أسطنبول بعد أن كلفته رئاسة الجمهورية بالمشاركة فى ترجمة ومراجعة بنود هذه الوثائق. و لا يمكننا التعامل مع هذا الرجل على أنه مجرد وافد للمحروسة، حيث حصل على الجنسية المصرية بقرار استثنائى من الرئيس جمال عبد الناصر فى مايو عام 1964. كما يرجع إليه الفضل فى فهرسة 23 ألف مخطوط ، وتصنيف 5 آلاف مخطوط أدبى فارسى وتركى موجودة بالمكتبة المركزية لجامعة القاهرة. أما مشروعه الخاص فكان فهرسة ترجمات الأحاديث النبوية وتحقيق الكتب التراثية المهمة، وكلها جزء من مشروعه الفكرى الذى ضم تسعة وستين مؤلفا. و مما يذكر أن تتارستان التى يضمها الاتحاد الروسى كرمته بمنحه العضوية الشرفية للبرلمان، كما كان أول مصرى فى أكاديمية أتاتورك التركية ، و كرمته أوزبكستان بحصوله على الدكتوراة الفخرية .فهل تتذكر الدولة المصرية نصر الله مبشر الطرازى ويتكرر ما حدث من تكريم بمنحه الجنسية فى مايو 1964!