كنا قبل ثورة25 يناير نبحث عن الديمقراطية والحرية والعدالة والتعبير عن الرأي وأيضا عن قدوة يحتذي بها شباب وأطفال مصر. فهل سنظل نبحث وكأننا نبحث عن سراب نلهث وراءه دون فائدة.. أم سنجد ما نبحث عنه وما يحقق آمالنا التي عشنا علي أمل تحقيقها, خاصة أن ممارسة الديمقراطية تستند إلي قواعد وأصول وتنظيمات لابد من احترامها والعمل بها.. هل سيتحقق حلمنا بتولي مصر رئيس دولة تتوافر فيه إمكانات وقدرات واتساع أفق سياسي وكفاءة سياسية ويتحلي بالحزم مع صحوة الضمير وحب هذا الوطن دون النظر إلي أي مصلحة شخصية حتي لا يتعطل جهاز الدولة ويقف دولاب العمل.. هل سيتحقق حلم الثورة برؤية رؤساء الأحزاب والقوي السياسية لا يتطلعون إلي المكاسب التي ستجنيها أحزابهم بالحصول علي الأغلبية وركوب السلطة وبرؤية مرشحين محتملين للرياسة يضعون أمام أعينهم مصلحة مصر فوق كل اعتبار متحملين هذه المسئولية كاملة حتي يصلوا بمصر إلي بر الأمان ولا ينظر كل منهم إلي أنه الأولي بالرياسة؟!. ونجد الحكومة الجديدة تعيد تشكيل مقومات الحياة وتصبح أكثر فاعلية وحسما وسياسية وقدرة علي التعامل المستقل مع الأزمات والقضايا الكبري التي تواجه المصريين. ونجد وزارة الداخلية وقطاعاتها المختلفة تعود لدورها الطبيعي في الحفاظ علي الأمن الداخلي مع العمل علي عودة الثقة والهيبة عند المصريين مع القضاء علي التدهور الأمني في البلاد. هل نحقق حلم الثورة بتشكيل برلمان متوازن لكل القوي السياسية والحزبية, ونري هذه القوي تتوصل لتوافقات فيما بينها تؤدي للانتهاء من صياغة الدستور بما يحقق حرية المواطن أيا كانت عقيدته أو ديانته والانتهاء بعد ذلك من الانتخابات الرئاسية حتي نحقق نظاما سياسيا مدنيا ديمقراطيا وننقذ مصر من انهيار ما تبقي من مقومات وأركان الدولة حتي لا ينهار المجتمع وتدخل مصر في مرحلة من الفوضي التي لا تحمد عقباها. وفي النهاية لا يتبقي إلا أن نقول: ومن يتق الله يجعل له مخرجا, وأن الإسلام نظر للشرائع السماوية نظرة تقدير.. قال الله عز وجل: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون( البقرة:136).