جاء في تفسير الشيخ الشعراوي, رحمه الله, في قوله تعالي ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون: يبين الله لنا كفر بني إسرائيل بنعم الله. فالله نجاهم من آل فرعون, ولم يكادوا يعبرون البحر حتي رأوا قوما يعبدون الأصنام, فقالوا, كما يروي لنا القرآن الكريم, يا موسي اجعل لنآ إلها كما لهم آلهة, فقد حدث هذا بمجرد خروجهم من البحر سالمين, فموسي عليه السلام أخذ النقباء وذهب لميقات ربه. وترك أخاه هارون مع بني إسرائيل, وبنو إسرائيل عندما كانوا في مصر, وكانوا يخدمون نساء آل فرعون, أخذوا منهن بعض الحلي والذهب خلسة, ومع أن فرعون وقومه متمردون علي الله تبارك وتعالي, فإن هذا لا يبرر سرقة حلي نسائهم, فنحن لا نكافئ من عصي الله فينا بأن نعصي الله فيه, ونصبح متساوين معهم في المعصية, ولكن نكافئ من عصي الله فينا بأن نطيع الله فيه, وأبو الدرداء رضي الله عنه حينما بلغه أن شخصا سبه, بعث له كتابا قال فيه, يا أخي لا تسرف في شتمنا,واجعل للصلح موضعا فإنا لا نكافئ من عصي الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه, فبنو إسرائيل سرقوا بعض حلي نساء آل فرعون,فجعلها الله فتنة لإغوائهم, وزين لهم الشيطان أن يصنعوا منها عجلا يعبدونه, صنعه لهم موسي السامري الذي رباه جبريل, فأخذ الحلي وصهرها ليجعلها في صورة عجل له خوار, وقال لهم هذا إلهكم وإله موسي., ويتساءل الشيخ الشعراوي, رحمه الله, أتعرف لماذا فتنهم الله سبحانه وتعالي بالعجل؟! لأن الذهب المصنوع منه العجل من أصل حرام, والحرام لا يأتي منه خير مطلقا, ولابد أن نأخذ العبرة من هذه الواقعة, وهي أن الحرام ينقلب علي صاحبه شرا ووبالا, إن كان طعامك حراما يدخل في تكوين خلاياك ويصبح في جسدك الحرام, فإذا دخل الحرام إلي الجسد يميل فعلك إلي الحرام, فالحرام يؤرق الجسد ويسوقه إلي المعاصي.. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله تعالي طيب لا يقبل إلا طيبا, وإن الله تعالي أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالي: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال تعالي: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون, ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلي السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك.