سمحت السلطة الفلسطينية أمس، بتوزيع صحيفة تصدر فى قطاع غزة فى مدن الضفة الغربية بعد انقطاع دام سنوات، وأعلن مسئولون فى صحيفة فلسطين التى تصدر فى غزة تمكنها من طباعة أعداد منها وتوزيعها فى مدن الضفة الغربية بعد قرار صدر بذلك من وزارة الإعلام الفلسطينية. كما أعلنت صحيفة الرسالة نصف الأسبوعية التى تصدر فى غزة هى الأخرى أنها ستوزع أول أعدادها فى مدن الضفة الغربية غدا. وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من سماح حكومة حركة حماس المقالة فى غزة بتوزيع صحيفة الأيام التى تصدر فى الضفة الغربية فى قطاع غزة. وسبق ذلك أن سمحت حكومة حماس الأربعاء الماضي، بتوزيع صحيفة «القدس» التى تصدر فى الضفة الغربية بالقطاع . وهذه هى المرة الأولى التى يتبادل فيها قطاع غزة والضفة الغربية توزيع الصحف المحلية الصادرة فى كلتا المنطقتين منذ بدء الانقسام الفلسطينى الداخلى منتصف عام 2007. وجاءت الخطوة ترجمة لاتفاق تنفيذ المصالحة الذى أعلن بين وفد من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس فى الثالث والعشرين من الشهر الماضى، لتشكيل حكومة توافق وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. وعلى صعيد آخر أعلن الموفد الأمريكى إلى الشرق الاوسط مارتن إنديك، أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يعتبر أن ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة وأمن اسرائيل سيكونان «أساسيين» فى حال استؤنفت مفاوضات السلام. وقال انديك فى مداخلة فى مركز واشنطن انستيتيوت إنه طوال المفاوضات التى باءت بالفشل ورغم الجهود الجبارة التى بذلها كيرى، أظهر الاسرائيليون والفلسطينيون «مرونة» لكن سرعان ما تبين أنهم «لم يشعروا بضرورة تقديم التنازلات المؤلمة التى كانت ستؤدى الى السلام». وأضاف إنديك أنه إذا «استمر بناء المساكن فى المستوطنات فإن مفهوم اسرائيل كدولة يهودية قد يتضرر كثيرا. ستكون مأساة ذات ابعاد تاريخية». وأكد أن عملية الاستيطان قد تؤدى يوما ما إلى «وضع اسرائيل بشكل لا رجعة عنه فى واقع «الدولة الثنائية القومية»، التى تتعارض مع حل الدولتين، وتبقى الوضع على ما هو عليه بحيث يعيش اليهود والعرب فى دولة واحدة، وفى هذه الحالة سيصبح تعداد العرب فى غضون سنوات، بحسب العديد من علماء الديموغرافيا، أكبر من تعداد اليهود». وحذر إنديك من أن «مواصلة الاستيطان بلا قيود، ولا سيما خلال المفاوضات لا يقوض ثقة الفلسطينيين فى هدف المفاوضات فحسب، بل يمكن أيضا أن يقوض المستقبل اليهودى لاسرائيل». وأضاف أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس شعر أنه «أهين بالتصريحات الإسرائيلية الكاذبة التى أكدت أنه موافق على التوسع الاستيطاني»مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين». وقد سارع العديد من المسئولين الإسرائيليين إلى انتقاد تصريحات إنديك بشدة.