أعلنت حركة طالبان أمس عن اعتزامها بدء ما سمته ب«هجوم الربيع» السنوى يوم الإثنين المقبل ، متوعدة بفصل صيف جديد وأخير من الهجمات الدموية ضد القوات الدولية قبل إنهاء المهمة القتالية لقوة حلف شمال الأطلنطى التى بدأت قبل 13 عاما. وقالت طالبان فى بيان لها إن الهجوم سيؤدى إلى «تطهير البلاد من الكفار والمفسدين» ، بحسب تعبيرها، وأضافت أن المستهدفين سيكونون المترجمين الأفغان والمسئولين الحكوميين والسياسيين والقضاة. وتابعت طالبان أن الهجوم «سيتضمن تفجيرات انتحارية وهجمات من الداخل يقوم بها جنود أفغان وهجمات على منشآت عسكرية».
وتابعت أن الهجمات خلال »فصل القتال« ستستهدف قواعد أمريكية وسفارات أجنبية ومواكب سيارات ، وكذلك الحكومة الأفغانية.
وحذر البيان الذى نشر باللغة الإنجليزية من أن حركة التمرد ستستمر حتى ضد بضعة آلاف من الجنود الأمريكيين، فى إشارة إلى اعتزام طالبان مواصلة هجماتها حتى ما بعد انسحاب قوات الناتو من البلاد.
وأضاف البيان أن طالبان «تصر على الانسحاب غير المشروط لكل القوات المحتلة ، وترى أن مواصلة جهادها المسلح أمر ضرورى لتحقيق هذه الأهداف».
وأضاف «إذا ظن الغزاة وأتباعهم فى الداخل أن خفض عدد القوات الأجنبية سيؤدى إلى تراجع قوة جهادنا ، فإنهم مخطئون».
ويبدأ فصل القتال عادة فى أفغانستان فى أبريل أو مايو مع بدء ذوبان الثلوج فى الجبال ، واعتادت طالبان على الإعلان فى بيان فى تلك الفترة عن هجومها السنوي.
ومن المقرر انسحاب نحو 51 ألف عنصر من قوات حلف شمال الأطلنطى بحلول ديسمبر القادم ، فى إعلان عن إنهاء معركة طويلة ومكلفة من أجل القضاء على طالبان التى تشن عمليات مسلحة واسعة النطاق منذ الإطاحة بها من السلطة فى 2001. وهناك إمكانية لبقاء عدد ضئيل من القوات الأمريكية فى البلاد اعتبارا من العام المقبل للقيام بمهمات تدريب ومكافحة الإرهاب فقط، فى حالة إذا تم توقيع اتفاقية أمنية يجرى التفاوض حولها منذ فترة طويلة بين كابول وواشنطن، علما بأن الانتخابات الرئاسية الجارية حاليا فى أفغانستان يمكن أن تؤدى إلى بدء مفاوضات مع طالبان ، لكن الجهود السابقة لبدء عملية سلام انتهت بالفشل.
وفى باكستان المجاورة، لقى ثمانية جنود بالجيش مصرعهم وأصيب آخرون إثر انفجار قنبلة مزروعة على جانب طريق فى منطقة وزيرستان الشمالية لدى مرور قافلة تابعة للجيش فى قرية جولام خان. ولم تعلن أى جهة مسئوليتها عن الهجوم، ولكن من المعروف أن هذه المنطقة معقل لجماعة طالبان الباكستانية.