اختتمت، أمس، في العاصمة البحرينية المنامة فعاليات مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، تحت شعار «الحضارات في خدمة الإنسانية»، برعاية ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وفضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، و150 مفكرًا من 15 دولة، و350 شخصية دينية وأكاديمية وأدبية من الدول العربية والأجنبية من أصحاب الديانات والمعتقدات والحضارات والثقافات المختلفة. ناقشوا طيلة أيام المؤتمر الثلاثة 12 بحثا رئيسيا التعارف الإنساني وأثره في إسعاد البشرية، دور المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية في تعزيز الروابط الإنسانية، التعايش بين الحضارات المتنوعة، وسبل مواجهة التكفير والفكر المتطرف، وحقوق الإنسان والديمقراطية كثمار للحضارات الإنسانية. وجاءت توصيات المؤتمر لتكون بمثابة إعلان دولي ووثيقة على المستوى الدولي وليس المحلي أو الإقليمي فقط، بعد اعتماد ملك البحرين تلك التوصيات. وأصدر المشاركون في أعمال المؤتمر «وثيقة البحرين للتعايش والسلام» التي سترفع لاحقًا إلى العاهل البحريني، تمهيدًا لرفعها إلى الأممالمتحدة لاعتمادها وثيقة رسمية من وثائقها. والتي تهدف إلى تدعيم عناصر التواصل الحضاري والإنساني والثقافي بأسس من الحوار القائم على الاحترام المتبادل، ما يسهم في ترسيخ أسمى قيم العيش المشترك والتسامح على جميع المستويات. وأكدت الوثيقة أن التعارف الإنساني والتلاقي والحوار والتواصل قاعدة أساسية ينبغي علينا جميعًا أن نعمل على ترسيخها وتقويتها، لتصل بنا إلى الوحدة الإنسانية المأمولة، التي تحقق للبشر بكل أطيافهم سعادتهم وأمنهم. وعلى هامش مشاركته في أعمال المؤتمر استقبل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،بمقر اقامته بالبحرين أمس، البطريرك ماريو يوحنا العاشر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. وعبَّر نيافة البطريرك عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به الأزهر الشريف في تحقيق الوحدة الوطنية، وأشاد بالتواصل الدائم بين الأزهر والكنيسة المصرية الوطنية من خلال بيت العائلة المصرية، لتجديد الخطاب الديني الذي يُبرِز قيم المحبة والإخاء بين المسلمين والمسيحيين. في إطار تدعيم أواصر النشاط العلمي والثقافي بين الأزهر الشريف ووزارة العدل والشئون الإسلامية بمملكة البحرين الشقيقة، وقع الجانبان أمس مذكرة تفاهم بين الأزهر الشريف ووزارة العدل والشئون الإسلامية، لتبادل الخبرات والكوادر في مجال حوار الحضارات والثقافات، وتبادل الدعوات الخاصة بالمؤتمرات والندوات في هذا المجال. كما قرر الجانبان تشكيل لجنة مشتركة لتنفيذ بنود هذه المذكرة، والتواصل مع المنظمات والهيئات والمراكز العالمية المهتمة بحوار الحضارات، وتنظيم الفعاليات والأنشطة والندوات الهادفة إلي تعزيز مسيرة حوار الحضارات، وإعداد خطة إعلامية تهدف إلي تعزيز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل، والتنسيق لإصدار عدد من المطبوعات المتعلقة بدعم ثقافة حوار الحضارات والعيش المشترك والتسامح. واستحوذت مناهج التعليم الديني على مناقشات المؤتمر، أمس، وطالب الشيخ محمد رشيد رضا قباني، مفتي الجمهورية اللبنانية في كلمته بالمؤتمر المسئولين في جميع الدول العربية والإسلامية بتقرير مادة علم الأخلاق في التربية والتعليم فى جميع مراحل التعليم وتقديم الجوائز لأفضل الأبحاث في ذلك وشهادات حسن السلوك وتخريج أساتذة متخصصين في علم الأخلاق والسلوك. وأكد مفتي لبنان في بحثه الذي جاء تحت عنوان: »خطاب الكراهية وأثره على أتباع الحضارات« أن العلاج الناجع لإلغاء خطاب الكراهية ونشر ثقافة المحبة يتلخص فيما قاله أمير المؤمنين عمر رض الله عنه (كونوا دعاة للإسلام وأنتم صامتون ولما قالوا كيف ذلك رد بكلمة واحدة «بأخلاقكم».