اشياء كثيرة تغيرت فى حياة المصريين فى السنوات الأخيرة .. من اخطر هذه الظواهر عمليات التحرش التى تتعرض لها المرأة المصرية فى رحلتها اليومية من اجل مواجهة اعباء الحياة فى وسائل المواصلات والشوارع واماكن العمل تتعرض الأم والزوجة والإبنة الى مضايقات شديدة تصل الى امتهان الأجساد والإعتداء على الأعراض ان الغريب فى الأمر انك لا تجد الأن إنسانا شهما يندفع ويمنع هذه التجاوزات كنا فى زمان مضى نشاهد شبابا يمنعون مثل هذه الأيادى الملوثة من ان تصل الى جسد امرأة وكنا نشاهد فى وسائل النقل رجالا يتركون اماكنهم حتى تجلس فتاة صغيرة او ام او سيدة عجوز .. على جانب آخر كانت المعاملات بين الناس تتسم بالمصداقية والترفع ولم يعرف المصريون لغة التعامل بالعقود إلا فى فترات متأخرة كانت المعاملات المالية مجرد كلمة ترتب الحقوق وتحدد الإلتزامات ولا احد يفرط فيها .. وكانت لغة الحوار بين الناس ارقى وانبل ولكن للأسف الشديد تسللت الى حياتنا مفردات جديدة لا تليق ووجدنا طريقة فى الحوار بين الآباء والأبناء لا تتناسب مع قدسية العلاقة وثوابت الذوق العام وكانت هناك تقاليد راسخة تحكم الأسرة المصرية فى التواصل والمودة ولكننا وجدنا من يضرب الأم ويعتدى على الأب بل وصلت الجرائم الى حد القتل ان يقتل الإبن اباه بحثا عن المال او تقتل الزوجة زوجها من اجل عشيق .. كل هذه الظواهر الإجتماعية القبيحة التى تسللت الى حياة المصريين كانت بسبب الفوضى والعنف فى الشارع المصرى .. إذا كانت ثورة يناير قد اخرجت اجمل ما فى الشخصية المصرية فقد حملت معها رواسب كثيرة من السلوكيات المنحرفة والأخلاق السيئة .. والمطلوب من اجهزة الإعلام والدراسات الإجتماعية واهل الفكر والثقافة ان يعيد ترشيد العقل المصرى حتى يعود الى سيرته الأولى ترفعا وفكرا ووعيا وثقافة .. ما نراه فى الشارع المصرى الأن من مظاهر الإنحراف السلوكى يحتاج وقفة قبل ان يغرقنا الطوفان المصريون فى حاجة الى ثورة اخلاقية تعيد التوازن الى الإنسان المصرى فى الفكر والسلوك. لمزيد من مقالات فاروق جويدة