كلا المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية يطرحان فى برنامجيهما مشروع الاستصلاح الزراعى حلا للبطالة ووصولا للاكتفاء الذاتى من الغذاء، فكيف يتم استصلاح 4 ملايين فدان جديدة، وتوفير مياه الرى اللازمة واقامة مجتمع زراعى متكامل يكون الأساس فيه الشباب؟ ويمثل نقلة فى التنمية الزراعية وهل يمكن أن يتحقق الحلم؟ نعم يمكن زراعة 4 ملايين فدان جديدة إذا استطعنا أن نقدم خطة طويلة المدى خلال 10 سنوات، فهذا حلم قابل للتنفيذ، ولكن بشروط، هذا ما أكده اللواء مهندس محمد مختار عيد قنيل رئيس جهاز تعمير سيناء قائلا: لابد أولا من تطوير أساليب الرى من الرى بالغمر الى الرى بالرش أو التنقيب للزراعات البستانية مثل الأشجار المثمرة والرى بالتنقيط للزراعات المحصولية. فإذا استطعنا تغيير وتطوير نظام الرى فيمكن توفير المياه اللازمة لاستصلاح أكثر من 4 ملايين فدان، أيضا لابد من أن تكون الأرض المستهدفة زراعتها قريبة من الترع والمصارف، ويمكن أن نستخدم المياه الجوفية فى الزراعة بالوادى الجديد وسيناء وهى موجودة بكثرة هناك، كما أن الدلتا تسبح فوق بحيرة ضخمة من المياه الجوفية غير المستغلة، كما تؤكد الأبحاث العلمية والخبراء فعلينا استخدام هذه المياه خاصة أن هذه المناطق توجد فى نهايات الترع التى تزرع 30 أو 40 ألف، فدان حتى نصل بالزراعة الى منطقة منخفض القطارة والواحات البحرية والتى لا تصل اليها المياه فى أوقات كثيرة من العام وتضر بالزراعات. يؤكد لواء مهندس محمد قنديل أنه يمكن أيضا أن نستخدم المياه المالحة فى الزراعة، كما يحدث فى بعض الدول العربية وفى واحة سيوة مثل زراعات الزيتون والنخيل. ويؤكد عادل فاضل، نائب رئيس الجمعية المصرية لتجارة وتوزيع الأسمدة، أن مصر بها نحو 7 ملايين فدان قابلة للزراعة، كما أن الخبراء أكدوا أن مصر بها مياه جوفية تكفى زراعة 15 مليون فدان لمدة 20 سنة، وإذا أردنا عمل تنمية اقتصادية حقيقية فلابد أن نبدأ بالتنمية الزراعية. وحتى يتحقق ذلك يقترح عادل فاضل أن تقوم الدولة بتوزيع ثلاثة أفدنة على كل شاب يريد العمل فى مجال الزراعة، على أن يكون كل مائة شاب يمثلون وحدة زراعية متكاملة مع تخصيص كل 30 فدانا فيها لنوع من الزراعة و10 أفدنة تخصص لبناء مساكن للشباب ومزارع بحيث يكون لكل شاب منزل ومزرعة دواجن ومزرعة مواش وأرض لعمل مصنع للمنتجات الصناعية والتعبئة والتغليف. ويشترط عادل فاضل أن تقدم الأرض مجانا للشباب بأو وفق حق انتفاع لمدة 50 سنة ولا تورث إلا للأبناء، ولا يحق البيع فى المرحلة الأولي، وهى مرحلة مدة حق الانتفاع، كما يجب على الدولة أن تقوم بعمل البنية الأساسية من مرافق وخدمات لبناء مجتمع زراعى متكامل. وتساءل عادل فاضل: كيف يعود الفلاح الى الزراعة التى هجرها مجددا؟ وأجاب: يتم ذلك من خلال أن يسلم الدعم للفلاح مباشرة، مع تحديد الأسعار. والمطلوب أن يكون الفرق بين التكلفة والربحية فى يد الفلاح، وليس فى يد المصدر أو التاجر، حتى يعود الفلاح للعمل والانتاج، ويسعد ويستفيد بحياته وانتاجه، كما يجب أن يكون الدعم للمنتجات التى تشكل عبئا على ميزان المدفوعات مثل القطن والقمح والأرز والعدس والفول والذرة.