يعتبر مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية من أهم المهرجانات التى تقام على أرض مصر ،حيث انه من أهم وسائل التواصل الفنى والثقافى بين الدول الأفريقية وشهدت الدورة الأخيرة للمهرجان مشاركة 41 دولة ، وعلى الرغم من ذلك فالمهرجان يعانى عدداً من المشكلات على رأسها الأزمة المالية التى تهدد مسيرته المهرجان خلال الفترة المقبلة وأكد سيد فؤاد رئيس المهرجان أنه تم التحضير للمهرجان عام 2010 وخرجت أول دورة للنور فى شهر فبراير 2012، وحظى المهرجان خلال هذا التوقيت بدعم من الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق وحكومة الثورة لإيمانهم بالدور الأفريقى ومحاولة إعادة التلاحم مع القارة الأم. وأضاف أن المهرجان حقق على مدار ثلاث دورات جزءا كبيرا من أهدافه بحضور الفيلم الأفريقى لمصر ، وما استتبعه من تعارف شديد للأفلام والمشكلات داخل القارة للفنان والناقد والمواطن المصرى، كذلك عودة اهتمام دول القارة الأفريقية بالسينما المصرية ومحاولة عرض أفلام مصرية فى أفريقيا. كما تم خلاله عمل» ورشة عمل بقيادة المخرج الأثيوبى العالمى «هايلى جريما» والتى أنتجت حتى الآن 22 فيلما إنتاجا مشتركا مع الدول الافريقية أهمها فيلم عن سد النهضة سيعرض قريبا على القنوات التليفزيونية العامة والخاصة وهو من إخراج المخرجة الأثيوبية هيويت أدماسن والمخرج المصرى مصطفى حجازي. وأوضح فؤاد أن الدورة الثالثة ضمت 125 ضيفا افريقيا وتميزت بصندوق دعم الفيلم الأفريقى الذى وقع اتفاقيات إنتاج مشترك وتعاون ودعم بين 21 شركة ودولة ومؤسسة فى مختلف أنحاء القارة والذى تديره مديرة المهرجان المخرجة عزة الحسيني ، وحقق المهرجان أهدافه بنسبة 70% ومازال تطوير الأدوات وتصحيح الأخطاء التى تحدث على المستوى الفنى والإدارى والتى أغلبها يرجع لضعف الميزانيات وصعوبة التمويل رغم اقتناع الجميع بأهمية المهرجان ودوره بعد نجاح الثلاث دورات الماضية ، ومما يميز المهرجان هو أنه مستمر طوال العام بمعنى أننا نقيم أسابيع للأفلام المصرية فى أفريقيا ، ونقيم أسابيع للفيلم الأفريقى فى مصر بالإضافة لعمل عروض للأفلام الفائزة فى الدورة الثالثة فى عدد من محافظات مصر ، ومما يميز المهرجان أيضا هو المطبوعات ومحاولة عمل مكتبة عن السينما الأفريقية باللغتين العربية والفرنسية ، وقدم المهرجان حتى الآن 12 كتابا عن السينما فى أفريقيا ومصر داخل الدول الأفريقية وآخرها كتاب مهم تم ترجمته لأول مرة للفرنسية يتحدث عن تاريخ السينما المصرية منذ نشأتها وهو كتاب «وقائع السينما المصرية» للناقد على أبوشادى، وقدم أيضا كتاب «السينما فى دول وادى النيل» للناقد فاروق عبد الخالق وهو أول كتاب يتناول السينما. وكشف رئيس المهرجان حقيقة دعم الوزارات للمهرجان قائلا أن وزارة الثقافة تقدم حوالى 10%من قيمة الميزانية الإجمالية للصرف على بنود عينية وهذا عكس اللائحة التى أقيم عليها والتى تنص بأن تدفع وزارة الثقافة دعم 50% نقدى سنويا للمهرجان وهذا لم يحدث سوى فى الدورة الأولى فقط وهو أحد الأسباب التى أثرت على ميزانية المهرجان، كما تقوم وزارة السياحة بتقديم 25% من قيمة ميزانية المهرجان فى بنود الطيران والإقامة وحفل الافتتاح بشكل منتظم، كما قدمت وزارة الخارجية دعما لوجيستيا كبيرا فى وصول الأفلام وتأشيرات دخول الضيوف المجانية بالإضافة للترويج الكبير للحدث داخل القارة الأفريقية، كما قدمت مبلغاً نقدياً قدره 80 ألف جنيه ورغم قلته فإننا نعتبره إسهاما غاليا، وفى نفس السياق قدمت وزارة الإعلام دعما كبيرا من خلال قيامها بترجمة 20 فيلماً أفريقيا روائيا وتسجيلىا طويلا لأول مرة فى تاريخ مصر، وكذلك قامت لأول مرة بإذاعة حفل الإفتتاح والختام على الهواء مباشرة لجميع الدول المشاركة مجانا، والترويج للحدث إعلاميا بشكل كبير من خلال قطاع قنوات النيل المتخصصة. وشدد على أن وزارة الشباب تسببت فى مشكلة كبيرة للمهرجان حيث قدمت وعدا بدفع 25% ولم تقدم مايوازى حتى 5% من الميزانية رغم لقاء رئيس مجلس الأمناء الدكتورعصام شرف وعدد من مجلس الوزراء مع المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة ونفس الأمر ينطبق على وزارة الاستثمار فلم تقدم الوزارة سوى 75 ألف جنيه تسببت فى زيادة الأزمة أيضا وجار محاولة حل هذه المشكلات مع الوزراء المعنيين. واعتبر رئيس المهرجان نقابة المهن السينمائية شريكا أساسيا فى مساندة المهرجان بالدعم المالى وإن كان قليلا حسب ميزانية النقابة حيث أكد أن مسعد فودة نقيب السينمائيين يخاطب جميع الجهات لمساعدة المهرجان وحل أزمته المالية الطاحنة التى تجاوزت المليون جنيه. وبالنسبة للقطاع الخاص فرغم صعوبة اهتمام شركات القطاع الخاص بدعم مهرجان السينما الأفريقية لأن هذه الثقافة ليست سائدة فإننا تمكنا مع مجلس الأمناء برئاسة دكتورعصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق فى الحصول علي مقابل إعلانات تجاوزت 900 ألف جنيه. وأشار فؤاد إلى أن ميزانية المهرجان تصل إلى 4 ملايين جنيه مصري أغلبها يدفع بشكل مباشر لخدمات الطيران والإقامة وحفلات الافتتاح والختام وشحن بعض الأفلام وكذلك الأتعاب المهنية والترجمة والطباعة والإعلان بشوارع الأقصر. وطلبنا عقد لقاء مع رئيس الوزراء بعد عودته من أفريقيا لمناقشة الأزمة ووضع حلول جذرية لها حتى لا يتأثر المهرجان فى المستقبل ، كما نناشد المهندس ابراهيم محلب بتحديد مبلغ من وزارة المالية للمهرجان أسوة بمهرجانات القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية حيث إن مهرجان الأقصر فى هذه المرحلة هو من أهم الفاعليات التى تلعب دوراً كبيراً داخل القارة الأفريقية مستفيدا من قوة مصر الناعمة، ويكفى أن نقول أنه فى ظل ما فرضه الإتحاد الأفريقى من تجميد نشاط مصر بداخله كان هناك وفود من 41 دولة أفريقية على أرض الأقصر العريقة من عقول القارة وقادة الفكر بها، كما أن المهرجان هو أكثر المهرجانات المصرية جذبا للنجوم فى مصر وبدأ الاتجاه عالميا بحضور الممثل الأمريكى العالمى الشهير دانى جلوفر فاعليات الدورات السابقة، ونجوم السينما المصرية حريصون على الحضور فى مهرجان الأقصر كل عام وبعضهم يحضر على نفقته الخاصة وعلى سبيل المثال لا الحصر محمود عبد العزيز ويسرا وإلهام شاهين وليلى علوى . ورغم كل المعوقات فالمهرجان يحقق نجاحا جماهيريا من خلال المشاهدات التليفزيونية من خلال الرسائل التى تبث فاعليات المهرجان فى جميع قنوات التليفزيون العام والخاص وكذلك فى أوروبا من خلال القناة تى فى 5 موند. لكن الحضور الجماهيرى فى حالات العروض من قبل أهل الأقصر والصعيد مازال أقل من المتوسط لأسباب مختلفة منها عدم وجود دور عرض على مدار العام منذ أكثر من ربع قرن، فلا توجد ثقافة مشاهدة الأفلام بدور العرض بالإضافة للعامل النفسى الكبير من إحباط أهالى الأقصر لانخفاض السياحة، لكننا مازلنا نحاول بناء قاعدة جماهيرية عريضة للمهرجان بالوسائل المختلفة والمبتكرة وقدمنا عروضا فى الشوارع والمدارس وقمنا بعمل إعلانات بطريقة مكبرات الصوت داخل الشوارع، وكذلك أقمنا احتفالات فى أثناء المهرجان لعيد الأم والمعاقين للتواصل مع المجتمع الصعيدى بالأقصر.