نري نور الأمل من بعيد وقريب في ظل الإرادة الشعبية المصرية. نلاحظ كل ذلك بالعودة لمقومات الشخصية المصرية الأصيلة في كتاب «عبدالناصر وشخصية مصر» للدكتور عبدالعزيز شرف الذى رحل فى مثل هذا الشهر عام 2004. استعرض شرف في الفصل الأول كيف أن الشعب المصري بجيشه العظيم تحت قيادة القائد ناصر، قد حطم الجدار العتيد للأتراك، وطرد فاروق في 23 يوليو 1952. إن مقومات الشخصية المصرية موجودة في شخصية جمال عبدالناصر، فهو مناضل عظيم أحس بآلام الشعب من فلاح يعاني من ظلم الإقطاع وعامل يئن من بطش الرأسمالية والإحتكار. يتضح لنا ذلك من الفصل الثاني وهو «عبدالناصر وشخصية مصر.» تميزت شخصية عبدالناصر بفكاهة مصرية حاضرة علي البديهة، والمعلوم أن هذه السمة تميز الشخصية المصرية. وفي عبدالناصر من طبيعة الشخصية المصرية أنه لاينسي وشائج الرحم وآداب الأسرة. وتأكدت الصفة النضالية المصرية رغم النكسة فها هو عبدالناصر يقرر التنحي ولكن النضال المصري في يوم 9 و 10 يونيو يطالب ببقاء الزعيم. كان من مبادئ ثورة يوليو القضاء علي الإستعمار والخونة ثم الإقطاع والإحتكار والرأسمالية، يلي ذلك إقامة عدالة اجتماعية وجيش قوي وحياة ديمقراطية، استعرض الدكتور شرف هذه المبادئ الستة في الفصل الثالث من الكتاب. ناضل عبدالناصر في سبيل إرساء القومية العربية وقد أخذ عليه البعض ذلك، وقد أخطأوا، ففي الإتحاد قوة وصلابة. أختم مقالي هذا بذكر قول الرسول صلي الله عليه وسلم حينما رأي يعانيه مايعانوه 'آل ياسر «صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.» من هذا المنطلق لاننسي أبدا شهداء الواجب الوطني من شرطة وجيش، فمهمة رئيس الجمهورية صعبة ويجب علينا جميعا التفكير لصالح الوطن. رحم الله ناصر والمصريين الذين يعانون الإرهاب. ونتذكر جميعا أنه بالإيمان والصبر والعمل الدءوب والتضحية تعود لمصر إن شاء الله المكانة العالية.. ونسألكم الفاتحة علي أرواح الشهداء .