خلق الله سبحانه وتعالى البشر من أجل إعمار الأرض وصناعة الحياة ومن أجل إحياء الإنسان وليس قتله وتدميره وقبل كل ذلك من أجل عبادته والتسبيح بحمده وشكره على نعمته التى لا تحصى ولا تعد، «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» فما هذه القسوة والجبروت التى حلت على نفر من جماعة الإرهاب التى دفعت بهم إلى زراعة عبوة ناسفة فى حضن شجرة بحديقة الأورمان أمام جامعة القاهرة منذ فترة قصيرة تم تفجيرها وراح ضحيتها العميد المرجاوى ونحتسبه شهيدا فى عليين مع الصديقين والبررة. إنهم يزرعون الموت فى قلب الحياة، ويهدمون القيم الانسانية ويهدرون دماء الأبرياء ويبثون الفزع والرعب فى نفوس الآمنين لا لشيء سوى إشباع نفوسهم المريضة برؤية الدم والفتك والتخريب والدمار، فأى مبدأ أو عقيدة هذه التى تسيطر على فكرهم الضال وأى رسالة يؤمنون بها تدفعهم إلى عالم جحيم الموت والخراب »إنهم يحملون فى رءوسهم عقيدة »اللانسانية واللاحياة« ورسالتهم هى خراب الأرض وليس إعمارها وقتل الإنسان وليس احياءه، ضاربين عرض الحائط بكل الرسائل السماوية والقيم الروحية، وقلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة، ونفوسهم خربة لا تحمل سوى أفكار شاذة ومعتقدات معقدة واهية كاذبة وضالة، ونحن نشفق عليهم من سوء غيّهم وغياب بصيرتهم وعميانهم وسوء مسلكهم، وهم يعيشون الزيف والتوهان ولا يجدون من يردونهم إلى الصواب، كما أنهم رافضون لكل فرص العودة إلى طريق الحق والنور وقلوبهم غلف عليها أقفال من حديد، وعقولهم لا تحوى سوى الظلم والبهتان، وهم كالأنعام بل أضل سبيلا، ولا حول ولا قوة إلا بالله. الحياة أبقى من الموت وطريق النور والهداية أسلم من طريق الظلام والغواية وباب العفو والمغفرة مفتوح على مصراعيه لمن ينعم الله عليه بالرحمة والمغفرة. أفيقوا يا قوم من غفلتكم ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين. د.يسرى عبدالمحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة