فى محاولة لطرح حلول مبتكرة لمشكلة غياب الإنارة الجيدة بأقل تكلفة ممكنة، توصل فريق بحثى من هندسة عين شمس والجامعة الأمريكية لتصميم وابتكار ألواح من البلاستيك تعمل على توجيه وتوزيع ضوء الشمس بصورة فعالة لإنارة المناطق المظلمة بكفاءة عالية طوال أيام السنة. الفكرة كما يوضح د.عمرو صفوت رئيس الفريق البحثى وأستاذ الاتصالات بجامعة عين شمس بسيطة فلقد رصدنا بعض المشكلات الناتجة عن غياب الإنارة فى مناور العمارات وأسفل الكبارى والعشوائيات مما يجعلها غير مستغلة وغير آمنة لإقامة أى نشاط بها، كما أن إنارتها تتطلب استهلاك المزيد من الطاقة الكهربائية خلال ساعات النهار. وإذا تخيلنا أن بعض هذه المناطق تكون سكنى للأفراد فإن عدم وصول أشعة الشمس لها يسهم فى انتشار الأمراض البكتيرية والفيروسية وتعرضهم للإصابة بالأمراض النفسية. وعلى ذلك فكرنا فى تصميم ألواح مصنعة من مواد خاصة من البلاستيك بحيث يكون الجزء السفلى من اللوحة أملس بينما يتخذ السطح العلوى شكلاً متموجاً بما يسمح بانكسار الضوء عند سقوطه على السطح المتموج وانتشاره على مساحات كبيرة. ورغم بساطة الفكرة كما يوضح د.خالد نصار عضو الفريق البحثى والأستاذ المشارك بقسم الهندسة الإنشائية والمعمارية بالجامعة الأمريكية إلا أن تنفيذها تطلب 4 سنوات من البحوث والتجربة حيث قمنا بوضع سيناريو لمنور عمارة من 4 أدوار لاتصله أشعة الشمس باستخدام برامج المحاكاة عبر الكمبيوتر. وبإضافة كافة المعلومات عن حركة الشمس خلال العام توصلنا لأفضل تصميم للألواح تزيد شدة الإنارة بالأمان بنسبة200 % فى الخريف و 400% فى فصل الشتاء. وتقول د.إيمان طه أستاذ ميكانيكا الإنتاج بهندسة عين شمس إنه عند تنفيذ النموذج التجريبى راعينا أن يكون خفيف الوزن، غير مكلف ولاتتغير خواصه عند التعرض المباشر لدرجات حرارة مرتفعة، كما أن أبعاد الألواح المستخدمة لاتغطى إلا 1 على 16 من المساحة الكلية للمكان المراد إنارته سواء كان منور عمارة أو شارع وبالتالى فإنه لن يسهم فى زيادة الحرارة بالمكان وعملية الصيانة الوحيدة التى يجب أن تتم هى تنظيف الألواح دوريا من الأتربة. وعن فرص تسويق الابتكار يوضح د.خالد نصار أن هناك 3 قطاعات من الممكن أن تستفيد منه أولا من يريدون استثمار مناور العمارات بشكل أفضل، ثانيا إدارات تطوير العشوائيات ثالثا المكاتب الهندسية والتى تريد إنارة المكاتب وأماكن العمل بشكل أفضل. ويعلق د.عمرو صفوت بأن الدراسة المصرية لاقت قبولا وترحيبا دوليا حيث احتفت بها مجلات علمية ومؤتمرات متخصصة فى العمارة والبصريات والطاقة المتجددة وذلك نظرا لأن الابتكار المقترح غير مكلف، يسهم فى الاستفادة المثلى من أشعة الشمس، ويمكن تطبيقه على نطاقات عديدة محليا وعالميا. ومن الجدير بالذكر المشروع البحثى ممول من قبل صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لوزارة البحث العلمى بقيمة 2.8 مليون جنية ومن المرتقب أن يضع الباحثون خطة لتسويق وإنتاج الإبتكار تمهيدا لبيعه لشركة متخصصة. أما أسماء الفريق البحثى المشارك فى الدراسة فهم م.سالى الحناوي، م.محمد وجيه، م.علا جلال وم.أسامة محمد من هندسة عين شمس وم.إسلام مشالى بالجامعة الأمريكية.