مفهوم خاطئ انتشر لدي الكثيرين عندما ظنوا ان مستقبل السياحة في محافظة البحر الأحمر ينحصر في السياحة الشاطئية فقط نظرا لما تتمتع به المدن الساحلية علي ضفاف البحر من شواطئ ذهبية ورمال خلابة. إلا أن ما لايعرفه هؤلاء ان هذه المحافظة غنية بقدر هائل من المقومات الجاذبة للسياحة الدينية ايضا لما تزخر به من معالم دينية اسلامية وقبطية مما يمكن ان تخطف انظار العالم كله لو أحسن استغلالها والترويج لها بشكل جيد. إن الدارس لطبيعة المنطقة يتأكد من حقيقة أساسية وهي أن الشاطئ ومياه البحر وما تحتويه من مقومات للسياحة الترفيهية ماهما إلا جزء من منظومة سياحية, فجبال المنطقة تحتوي علي مقومات أخري لنوعية السياحة الدينية والثقافة وان هذه المقومات تحتاج لمن ينفض عنها الغبار لتضيف المزيد من السائحين الوافدين للمنطقة وتتيح فرص عمل جديدة للشباب. فكما يؤكد السيد محمود عاصم محافظ البحر الأحمر بأن هناك مقومات فريدة لجذب نوعية السياحة الدينية والثقافية متمثلة في وجود مزارات تخص الديانتين الإسلامية والمسيحية والأدل علي ذلك كل من دير الأنبا بولا ودير الأنبا انطونيوس القابعين داخل صحراء مدينة رأس غارب بشمال المحافظة فدير الأنبا انطونيوس يمثل أهمية تاريخية باعتباره من أقدم الأديرة علي مستوي العالم ويقع هذا الدير الفريد علي سفح جبل القلزم بوادي عربة ويتربع علي مساحة كبيرة وتوجد به نحو سبع كنائس أثرية وهي كنائس الأنبا انطونيوس والتي تأسست في القرن الرابع الميلادي. ويضيف المحافظ أنه قام بزيارة لهذين الديرين الفريدين وتكونت لديه قناعة تامة بأن المحافظة يمكن ان تنطلق بها الحركة السياحية في عدة اتجاهات من شأنها مضاعفة عدد السائحين للمنطقة, فهذه المزارات الدينية سواء ديرا الأنبا بولا والأنبا انطونيوس أو غيرهما من الآثار الدينية الأخري كمقام أبو الحسن الشاذلي بصحراء مرسي علم تتطلب وضع خطة عاجلة لاستغلالها سياحيا بما يليق بما تتمتع به من امكانات فريدة تؤهلها لأن تكون مزارات عالمية فريدة وأنه يطالب هيئة الاثار وهيئة تنشيط السياحة والشركات السياحية العاملة في حركة الجذب السياحي للمنطقة بتبني خطة متكاملة تعمل علي احياء قطاع السياحة الدينية بالمنطقة الي جانب السياحة الترفيهية الموجودة خاصة أن غالبية السياح الوافدين للمنطقة لا يكون هدفهم منصبا فقط حول التمتع بمقومات السياحة الشاطئية فحسب بل يبحثون عن كل ما هو موجود بمصر والدليل علي ذلك أن آلاف السائحين الذين يأتون للبحر الأحمر يقومون برحلات سياحية الي الأقصر وأسوان والقاهرة لزيارة المعالم الأثرية والدينية الموجودة بتلك المقاصد. ويقول سعد الدين أمين سكرتير عام المحافظة ان الآثار الدينية الموجودة بالمنطقة حال استغلالها بشكل جيد يمكن ان تضاعف عدد الليالي السياحية بدائرة المحافظة ويشير الي توافر عنصر السياحة الدينية الإسلامية متمثلة في مقام سيدي أبو الحسن الشاذلي بقرية الشاذلي التابعة لمدينة مرسي علم والتي سميت بهذا الاسم نسبة لهذا القطب الكبير شيخ الطريقة الشاذلية ويعد هذا الضريح من أشهر المزارات الدينية حيث يمتد نسب صاحبه ليصل إلي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وتقوم المحافظة الآن بتطوير ورفع كفاءة هذه الخدمات لكن هذا المزار يحتاج ايضا لمزيد من الترويج السياحي في البلدان الاسلامية خاصة بلاد المغرب العربي التي ينتمي اليها هذا القطب الجليل بما يزيد من أعداد الزائرين لهذا المقصد المهم. ويضيف محمد عبده حمدان من مدينة القصير أن الاثار الدينية الموجودة بدائرة المحافظة لا تقتصر فقط علي ديري الأنبا بولا وانطونيوس برأس غارب والشيخ أبو الحسن بمرسي علم, فمدينة القصير تحتوي علي العديد من الآثار الدينية الإسلامية ومنها القلعة العثمانية التي بناها السلطان العثماني سليم الأول, كما توجد بالمدينة عدة أضرحة أثرية منها ضريح الشيخ عبد الغفار وعبد الله الهندي وغيرهما.