ينبغى ألا يتحول فيلم هابط الى قضية تتراشق حولها الأقلام والشاشات والأصوات العالية بين اهل الفن فى مصر ولبنان..فى يوم من الأيام كان الفن المصرى والفن اللبنانى هما اجمل واجهات الفنون فى العالم العربى. والمصريون يدركون قيمة وتاريخ الفن والأدب والإبداع فى لبنان..وقد شق العشرات بل المئات من الفنانين والكتاب اللبنانيين طريقهم عبر القاهرة.. فى الصحافة كانت عائلة تقلا صاحبة الأهرام وعائلة زيدان صاحبة دار الهلال..وفى المسرح جورج ابيض ودولت ابيض وفى الغناء فيروز والرحبانية ووديع الصافى وصباح وماجدة الرومى وفى الأدب جبران خليل جبران وخليل مطران وميخائيل نعيمة ونزار قبانى وايليا ابو ماضى وعمر ابو ريشة وادونيس وجورج جرداق ومحمد شمس الدين وشوقى بزيع وجوزيف حرب ومى زيادة وغادة السمان وكوليت خورى وفى السينما يوسف شاهين والنابلسى وبشارة وكيم ..لا احد يستطيع ان يتجاهل دور الفن اللبنانى فى إثراء الثقافة العربية وفى مجال النشر كانت بيروت ومازالت مركزا ثقافيا كبيرا.. ولهذا ينبغى ألا نتبادل الإتهامات حول فيلم هابط.. وإذا كان ولا بد من الحساب فإن الخطيئة الأولى عادة يتحملها منتج الفيلم والمخرج وكاتب السيناريو وبعد ذلك تأتى المسئوليات الأخرى ولا يمكن ان يغامر احد ويشكك فى دور الفن اللبنانى لأن لبنان الوطن لم يكن فقط ارضا وسماء بل هو قطعة فنية فريدة فى كل شىء..ان فنانة عارية او مشهدا صارخا او فيلما هابطا كل هذا الركام لا يمكن ان يخفى أو يحذف تاريخا طويلا من الإبداع الجميل قدمه الشعب اللبنانى..لقد عاش معظم اهل الفن اللبنانيين فى مصر وحققوا امجادهم الفنية فيها واضافوا للفن المصرى الكثير وكثيرا ما رحل الفنانون المصريون الى لبنان وعاشوا فيه فى الأوقات الصعبة..ولهذا حزنت كثيرا ان تدور معركة على الفضائيات بين اهل الفن هنا او هناك حول فيلم توقف عرضه لأسباب اخلاقية..لقد جمعنا يوما الفن الجميل والإبداع الراقى وينبغى ألا يفرقنا الفن الهابط والإبداع الردىء لأن الفن يجب ان يكون جميلا والإبداع الحقيقى لا يمكن ان يكون شيئا قبيحا..الفن الحقيقى لا يعرف القبح . http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة