قالت : ايهما اكثر وفاء المرأة ام الرجل.. قلت : الوفاء يرتبط بدرجة المشاعر وليس بنوع البشر..هناك رجال اخلصوا طوال العمر وهناك نساء بعن كل شىء فى اقرب مزاد..ولهذا فإن الوفاء يحكمه الزمن والملل ومتغيرات الحياة.. فى الحب نتوقف كثيرا عند عوامل الزمن لأنه الشىء الوحيد القادر على فرز معادن البشر..انت اليوم تحب ولا تعرف ما هو إحساسك بعد سنوات هل يبقى الحب قويا ام تعصف به رياح الأيام..فى كل الأشياء حاول ان تجعل من الزمن قاضيا قد ينصفك وقد لا ينصفك وهو حاسم فى قراراته..ان الزمن يغير اشياء كثيرة فى البشر هو لا يغير فقط لون الشعر وضوء العيون والتجاعيد التى تتسلل الى الملامح ولكنه يغير فينا الكثير من المشاعر فى شبابنا نكون اكثر اندفاعا وربما جنونا وفى شيخوختنا نكون اكثر حكمة ونحب ان تجىء الأشياء بطيئة وربما يكون فيها شىء من الملل .. وحين يهدأ بركان الأحلام تتراجع نبضات القلب ويفضل الإنسان ان يعيش فى هدوء وهنا يصبح الحب وسيلة امن واستقرار ويتراجع عن ثورته وفورانه انه يشبه البراكين الهادئة نيران فى القلب ورماد يغطى الملامح وان الزمن هو المقياس الحقيقى لاستمرار المشاعر وإذا سمعت يوما كلمة حب انتظر قليلا بعد سنوات فقد تصبح شيئا آخر..ولهذا فليس هناك حب ابدى ولكن هناك مشاركة دائمة.. نحن لا نملك الزمن ولهذا لا نستطيع ان نصدر احكاما عليه..والزمن رفيق دائم للملل..وفى احيان كثيرة تمتد الساعات لتصبح اياما وشهورا واعواما فترتدى ثوب الملل.. وللأسف الشديد ان الملل هو اسوأ أعداء الحب لأنه يتسلل بهدوء الى داخلنا ويغير الأشياء ونجد الحياة غير ما اعتدنا عليه..فى احيان كثيرة يهرب الإنسان من الملل ويختار حياة اخرى او يسترجع ذكريات عمر قد تعينه على مواجهة اشباح الملل.. وما بين الزمن والملل تمضى المسيرة وتعبر السنوات ونجد انفسنا امام متغيرات فى العمر والإحساس والمشاعر ونظل نقاوم هذه الثلاثية قد ننجح فى تجاوز المحنة وقد نسقط بين ضحاياها ويكون الوفاء هو اول وآخر خسائرنا التى لا يعوضها احد . لمزيد من مقالات فاروق جويدة