ولادة الأم قبل سن العشرين والتى تمثل حوالى 9% من الولادات فى مصر لها مخاطر صحية على الوليد والأم منها ولادة أطفال ناقصى النمو وقبل الميعاد. وهؤلاء الأطفال الذين ولدوا ولادة فسيولوجية لجسم غير مكتمل عرضة للإصابة بقصور فى التنفس وعدم القدرة على الرضاعة الطبيعية كما يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالامراض الميكروبية مثل الالتهاب الرئوى ونزلات الإسهال وذلك لضعف المناعة. أما الأم التى هى أيضا لم يكتمل نموها ومازالت دون العشرين فتكون أكثر عرضة لمضاعفات الحمل والولادة وإنهاكا لصحتها . وفى دراسة ميدانية قام بها د.محمود الموجى أستاذ طب الأطفال بجامعة الأزهر مع د.حمودة الجزار بمحافظة البحيرة تم مقارنة أطفال لأمهات دون العشرين عند الولادة بمجموعة أطفال لأمهات فوق 25 عاما من العمر، وقد أظهرت الدراسة أن الأمهات دون العشرين كن أقل تعليما وأقل فى المباعدة بين حمل وآخر، كما كن أقل التزاما فى التردد على مراكز رعاية الحوامل، مما تسبب فى تعرضهن أكثر للولادة المتعثرة ومضاعفاتها، وكان الطفل أكثر عرضة لدخول المحضن بالعناية المركزة لحديثى الولادة وذلك للحالات الحرجة للمواليد. وخلال السنة الأولى من العمر والسنوات التالية كان الطفل لأم دون العشرين أقل وزنا وطولا أكثر عرضة للإصابة بالنزلات المعوية والنزلات الأخرى المصحوبة بارتفاع الحرارة كما كانت مرات دخولهم المستشفى أكثر، وكانت تصرفات الأم واتخاذ القرار المناسب فى النواحى الصحية تجاه الطفل أقل كفاءة فمثلا كانت الأم الأقل من العشرين أقل التزاما بالتطعيمات للطفل فى مواعيدها وكان الطفل أكثر عرضة للأنيميا وسوء التغذية نتيجة عدم اختيار الأغذية المناسبة .كما كان هؤلاء الأطفال أيضا أكثر عرضة للكساح (نقص فيتامين د ) وأقل حظاً فى الرضاعة الطبيعية . ولأهمية هذا البحث قام د. محمود الموجى بعرضه مؤخرا فى مؤتمر طب الاطفال الدولى بمدينة ميلورن باستراليا . ولأن الزواج والحمل والولادة وتنشئة طفل يحتاج إلى نضج جسدى ونفسى وفكرى فيجب أن نتذكر أننا نتحدث عن إنسانة.. بل طفلة لم تنضج تماما وتحرم هذه الطفلة من سنوات طفولتها لنحملها أعباء جسدية ونفسية وفكرية مبكرة لم تستعد لها وقبل الأوان لذلك يرى د.محمود الموجى ضرورة (سن القوانين) المناسبة لتأخير سن الزواج منعا لهذه المخاطر التى تسبب وفيات الأطفال وحماية للفتيات الصغيرات.