بعد إسدال اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باب الترشح، وإعلان مرشحين اثنين لرئاسة الجمهورية هما المشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي، اندثرت الشائعات والأنباء التي ترددتخلال الفترة الماضية حول إمكانية دخول مرشحين آخرين حلبة المنافسة على الانتخابات الرئاسية. أصبحنا الآن أمام مرشحين لا ثالث لهما، وبالتالي لن تكون هناك جولة ثانية وحسم مقعد الرئاسة سيكون من الجولة الأولى، ورغم الكاريزما والسمات الشخصية التي يتمتع بها المشير عبدالفتاح السيسي، إلا أن مارثون الانتخابات لن يكون سهلا كما يتوقعه البعض،لأن المرشحين يتجهان في طريق واحد،هو إنجازالعدالة الاجتماعية التي لم تتحقق حتى الآن والاستقلال الوطني، كما أن المنافس الثوري والمناضل حمدين صباحي له تواجد في الشارع المصري منذ ثورة 25 يناير و30 يونيو وما قبلهما. وبنظرة متعمقة أكثر نجد أن الوضع السياسي الراهن في الشارع المصري طغى على زخم الانتخابات الرئاسية على عكس انتخابات عام 2012 التي كان عدد من سحبوا أوراق الترشيح في اليوم الأول من فتح باب الترشح ما يقرب عن 200 شخصا، فلم نرى التكالب والتزاحم على باب اللجنة العليا للانتخابات. كما أن انتخابات عام 2005 شهدت مشاركة نحو 10 مرشحين رؤساء أحزاب وفي الانتخابات الماضية عام 2012 كان هناك 13 مرشحا بعدما استبعدت اللجنة 10 مرشحين لأسباب مختلفة. واللافت للانتباه أن أعياد الربيع كانت البداية الأولى لمرشحي الرئاسة، حيث تسابق المرشحين في تقديم التهنئة بأنفسهم إلى البابا تواضروس الثاني المقر الباباوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ويبدو أن غالبية الأقباط سيدعمون السيسي، واتضح ذلك من خلال التصفيق الذي ناله عندما ذكر اسمه البابا من ضمن المهنئين وهو ما قابله صباحي بابتسامة تحمل في طياتها أمل المنافسة من خلال التصفيق له. مطلوب من الرئيس القادم أن يستعيد الأمن والأمان المفقودين منذ بداية الثورة وحتى الآن، وقادر على تلبيه طموحات الشعب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويعيد للدولة المصرية هيبتها ومكانتها إقليميا ودوليا، ولديه رؤية ومشروع واضح خلال فترة رئاسته، ويدفع بالشباب في المجالات المختلفة وخاصة العمل السياسي حتى يكون لدينا كوادر قوية. وسألني صديق "هل ستكون الانتخابات الرئاسية في مصر انتخابات حقيقية أم ستكون استفتاء على هيئة انتخاب؟" .. في إشارة إلى فوز المشير السيسي باكتساح دون وجود منافسة حقيقة بينه وبين حمدين صباحي، فاجبته قائلا "دع الصندوق "الأسود" الانتخابي يجيب عن هذا السؤال الصعب". على كل حال، الجميع في انتظار فتح هذا الصندوق الذي سيتوقف على نتيجة ما بداخله من مفاجآت رئاسية مصير مصر ومستقبلها وعلاقاتها بدول العالم العربي والغربي. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر