اتهم سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبى بإشعال الاضطرابات التى تعصف بأوكرانيا، مشيرا إلى أن الغرب حاول إشعال ما وصفه ب«ثورة ملونة« جديدة بهدف الإطاحة بالنظام الحاكم فى أوكرانيا. وكشف لافروف فى خطاب ألقاه أمس أمام المنتدى العالمى للجامعات فى موسكو عن مساعى حلف شمال الأطلنطى «الناتو» للتوسع شرقا وما يحتدم من جدل وصراعات سياسية وعسكرية فى القارة الأوروبية تنعكس على الأوضاع فى أوكرانيا، التى تحاول واشنطن استخدامها «كدمية فى اللعبة الجيوسياسية» دون اعتبار لما يمكن أن يسفر عنه التصعيد فى هذه الجمهورية السوفيتية السابقة.
ودعا الوزير الروسى إلى تكاتف الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية من خلال تنفيذ اتفاق جنيف ، والذى توصلت إليه كل من روسيا وممثلى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى والسلطة الجديدة فى كييف. ومن جانبها، أعلنت سلطات «جمهورية دونيتسك الشعبية» شرق أوكرانيا عن رفضها للانتخابات الرئاسية التى أعلنت كييف إجراءها فى 25 مايو المقبل، مؤكدة انفصالها من جانب واحد عن أوكرانيا ، وأكدت مجددا اعتزامها إجراء استفتاء شعبى حول استقلالها فى 11 مايو من العام الجاري. وفي تلك الأثناء، شنت السلطات الأوكرانية أمس هجوما واسعا ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في معقلهم بمدينة سلافيانسك شرقي البلاد أسفر عن مقتل 5 من تلك العناصر وإصابة جندي أوكراني واحد. من جانبها، ردت موسكو على العملية بإطلاق مناورات عسكرية جديدة على الحدود مع الجمهورية السوفيتية السابقة، وقال وزير الدفاع سيرجي شويجو «نحن مجبرون على الرد على مثل هذا التطور»، فيما طالب أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون الجميع بالهدوء. وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «إذا بدأ النظام الحالي في كييف فعلا باستخدام الجيش ضد السكان فهذه جريمة خطيرة جدا ضد الشعب». وحذر من أنه سيكون للعملية «عواقب على الذين يتخذون هذه القرارات». على الصعيد ذاته، ذكر وزير الداخلية الأوكراني أن بلاده منحت روسيا من خلال منظمة التعاون والأمن الأوروبي مهلة مدتها 48 ساعة لتقديم تفسير وتفاصيل بشأن التدريبات العسكرية التي أعلنت موسكو أخيرا إجراءها قرب الحدود الأوكرانية.