الفن يساوى المتعة، متعة الروح والعقل، هذا ما أدركته الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا المصرية، والتى ترى أن الفترة المقبلة يجب أن تشهد نهضة ثقافية، وفنية لأنه لا سبيل إلى مواجهة الإرهاب إلا بنشر الثقافة، وإعادة الروح للفن جانبها، قالت إن دار الأوبرا المصرية تهدف بهذه الحفلات إلى عودة الفن الجاد إلى الجمهور من أجل حفظ تراث الطرب ولتعريف الشباب بجزء مهم من تاريخ الفنون والموسيقى العربية، إضافة إلى إتاحة الفرصة للأصوات المتميزة من سوليستات فرق الموسيقى العربية بالأوبرا للإعلان عن أنفسهم فى تجسيد لفكرة تواصل الأجيال، من هذا المنطلق قررت الدكتورة إيناس أن تعيد النجوم والمطربين الحقيقيين أصحاب المواهب إلي دار الأوبرا المصرية ، وكانت البداية من خلال حفلات أعياد الربيع ، والتى بدأت مع علي الحجار في أوبرا الإسكندرية ، ومدحت صالح في حفلة بدار الأوبرا المصرية ، وهو الحفل الذي كان كامل العدد
ويؤكد أن هناك أملا يمكن الرهان عليه، فالمسرح الكبير كان ممتلئا بجمهور متنوع ، ينتمى لشرائح اجتماعية متباينة، جميعهم يرغبون في الاستماع إلي الفن الراقي ،ويكتشفون مواهب جديدة تقدمها دار الأوبرا ،ومن خلال هذه الحفلات تقوم دار الأوبرا المصرية بدور مهم يتعلق بعودة الفن الجاد إلى الجمهور من أجل حفظ تراث الطرب ولتعريف الشباب بجزء مهم من تاريخ الفنون والموسيقى العربية، إضافة إلى إتاحة الفرصة للأصوات المتميزة من سوليستات فرق الموسيقى العربية بالأوبرا للإعلان عن أنفسهم فى تجسيد لفكرة تواصل الأجيال، حيث بدأ الحفل بمجموعة من المواهب الشابة في دار الأوبرا المصرية مطربات الموسيقى العربية أميرة أحمد ورحاب مطاوع وأجفان بمصاحبة فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشى ومشاركة عازف البيانو عمرو سليم.
وفي الفاصل الثانى صعد مدحت صالح ليشدو بمجموعة من أجمل الأغانى لأم كلثوم وحليم ومحمد فوزي ، ومحرم فؤاد، وعبد العزيز محمود من بينها «أحلف لك 100 يمين، كلمنى طمنى، متهونش عليه، مش كفاية، شفت بعينى» إضافة الي مجموعة من أغانيه كوكب تانى، محبتك جنون، وبحلم على قدى»،ويوما بعد يوم يثبت مدحت أنه واحد من أصحاب الأصوات المتفردة ، في الغناء المصرى والعربي ، مدحت الذي يعرف كيف يختار أغانيه وأيضاً الأغانى التى يقوم بغنائها لمطربين آخرين من زمن الفن الجميل ، يملك مدحت شجاعة اختيار كل ما يناسب صوته ، ويقع في غرامه كما أنه موهبة إعادة اكتشاف القديم من ألحان وكلمات، يري أن الجيل الجديد يحب إن يعرفها، مثلما فعل في حفله الأخير حيث قدم لحن كلمنى طمنى للمطرب والملحن المتفرد محمد فوزي ، وأيضاً لحن أحلفلك 100 يمين ، وما تهونش علي لعبد العزيز محمود ،يعرف مدحت بذكائه وموهبته كيف يعيد اكتشاف الكنوز ، النادرة والتى تحمل لحنا وكلمات سابقه لعصرها وأوانها، والمدهش أيضاً أن كل أغنية يشدو بها مدحت يضع عليها بصمته الخاصة ، ويغنيها بطريقته، لذلك لا تستغرب أو تندهش وأنت ترى الجمهور في المسرح الكبير يطالبه بأن يغنى «تلات سلامات» لمحمد قنديل ويغنيها المطرب الموهوب رغم أنها لم تكن مدرجة في البرنامج، ولكن أصبح الجمهور يعشقها بصوته، لذلك لم يتوقفوا عن الصراخ طوال الحفل طالبين بأن يغنى بصوته العديد من الأغانى التى يعشقونها ، ولم يتوقف مدحت صالح عن إدهاش جمهوره ، حيث حرص علي تقديم موهبة شابة تبناها بنفسه وأطلقها في حفله الأخير وهو عمر حمدي والذي غنى أغنية «كوكب تانى» ووقف مدحت بجواره في تواضع واحتفاء شديدين يوجهه.
الفنان مدحت صالح أكد أن دار الأوبرا بيته الذي يحن إليه، ويرغب دائماً في الوجود علي مسرحه ،وسط جمهوره ،الذي يتجاوب معه ويشعره بالأمل وأنه مازال هناك من يبحثون عن الفن الأصيل ، بعيدا عن التلوث السمعي الذي بتنا نعيش فيه، لذلك لم يتردد عندما تحدثت إليه الدكتورة إيناس عبد الدايم ، في ضرورة استعادة دار الأوبرا لنشاطه لم يتردد.
وأضاف مدحت نحن في أمس الحاجة لنشر الثقافة والفن، وأتمنى أن أري مسرحا في كل زاوية بشوارع مصر، وأيضا في الأماكن التاريخية والأثرية، لأن الفن هو من أهم الطريق الوحيد والأمثل لحصار الفكر الإرهابى.