عاما من الدمار والحرب الأهلية، والتفجيرات وآلاف القتلى والجرحى، وأزمات اقتصادية،وفقر .. افتقاد الأمان والراحة الذهنية، حديث الدماء هو حوار كل صباح جراء عمليات ارهابية تتم يوميا، مستقبل مظلم لا توجد بارقة امل واحدة. 11هذا هو حال دولة العراق بعد ان كانت هادئة ومستقرة، وبمؤامرة امريكية تحولت الى شبه دولة سكانها اشباه مواطنين لن تمحى من ذاكرتهم ما حدث فى بلادهم لسنوات طوال لمحاولة لملمة جراحهم على ما فقدوه خلال سنوات الدمار. لقد اطلق الرئيس الامريكى المهووس جورج بوش الابن على حربه ضد العراق- غير المبررة- انها حرب التحرير، ولم يفسر كلمة »التحرير« هل من حكم العراقيين لبلادهم ام انها كانت محتلة ونحن لم نكن نعلم؟ كما ان كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية اكدت ان العراق ستكون نموذجا للديمقراطية، وسيحتذى بها فى الدول الاخرى، وبالفعل تابعنا جميعا حربا دمرت الدولة والشعب، والحقت الخراب بكل شئ فى تلك الدولة حتى انهارت تماما. إن المخطط الامريكى كان واضحا تماما، وهو الدخول الى العراق والانتهاء من تلك القوة وذلك من خلال حل الجيش العراقى فى اول قرار لبول بريمر أول حاكم مدنى امريكى للعراق، والسعى الى تقسيمة، والاستفادة من ثرواته الطبيعية الكبيرة، وليذهب الشعب الى الجحيم فى سبيل الخطط الامريكية الفاشلة التى اتبعتها، من اجل اعادة ترتيب منطقة الشرق الاوسط، وتنفيذ مخطط الشرق الاوسط الكبير. بالفعل كان العراق نموذجا بكل المقاييس حاولت الولاياتالمتحدة ان تعيد نفس السيناريو مرة اخرى الى دول المنطقة ولكنها بعد فشلها عسكريا فى العراق غيرت استراتيجيتها لتكون المعارك داخلية كما حدث فى ليبيا وسوريا، وفشل مخططها فى مصر، بسبب وعى الشعب والقيادة الحكيمة للجيش الوطنى المصري. إن امريكا افسدت ومازالت فى منطقة الشرق الاوسط، من أجل إضعاف المنطقة وتفرد اسرائيل بالقوة، واعادة التقسيم على اساس طائفى لتظل المنطقة فى حالة صراع مستمرة لتكون للولايات المتحدة وانصارها اليد العليا للسيطرة على الثروات، وهذا ما كانت تسعى اليه مع جماعة الإخوان فى مصر التى افشلها الشعب والجيش. http://[email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى