تحت عنوان ثقافة الدولة الحديثة استضافت مدينة العريش مهرجان الهيئة العامة لقصور الثقافة الذي شهد علي مدي ثلاثة أيام ندوتين وحلقة نقاشية شارك فيها العديد من الكتاب والأدباء والسياسيين, حيث أكد الحضور أن الدولة الحديثة تعني أن مصر لكل المصريين وأن ركيزتها تتمثل في المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية دون تمييز. وقال سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة إن نبوغ الوطن وتقدمه من نبوغ المواطن, وإن ثورة25 يناير قامت بعفوية نابعة من حب هذا الوطن. وأوضح الكاتب فؤاد مرسي مدير عام الثقافة العامة بالهيئة أنه قد آن الأوان لأن تحقق مؤسسات الدولة الهدف المنشود في الاهتمام بمختلف أرجاء الوطن وإيصال الخدمة الثقافية إلي مواطنيه. وأشار محمود رفعت رئيس الإدارة المركزية للفنون إلي أهمية استعادة سيناء لحضن الوطن ثقافيا وسياسيا واقتصاديا بعد استعادتها جغرافيا, وتوجيه مختلف المشروعات إلي سيناء لأنها حاضر مصر ومستقبلها. وقالت السيدة منيرة صبري رئيس إقليم القناة وشمال سيناء الثقافي إن الضرورة تحتم علي المسئولين في مختلف مواقعهم العمل علي توفير فرص العمل لاستيعاب البطالة ورعاية المواطن وتوفير لقمة العيش الكريمة له, مشيرة إلي أن انتخابات مجلس الشعب سوف تساعد علي انقشاع حالة الضبابية التي يكثر فيها الخلط بين آليات الدولة وآليات الثورة مما يعوق النهضة من أجل الانطلاق للمستقبل. وفي اليوم الثاني للمهرجان عقدت ندوة سياسية تناولت الأدوار المنوطة ببرلمان الثورة وندوة تحت عنوان سيناء في الثقافة المصرية تناولت علاقة سيناء بالوطن الأم من وجهة نظر ثقافية تحدث فيها الدكتور سند عبدالفتاح أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس والباحث محمد يوسف وأدارها الشاعر أشرف العناني, وطرحت الندوة علاقة سيناء بالوطن الأم علي مدي التاريخ. وجاء اليوم الثالث بدائرة نقاش موسعة حول كتاب تاريخ سيناء لنعوم شقير. ويعد الكتاب أهم كتاب صدر عن سيناء في تاريخنا المعاصر, وأدار النقاش الشاعر حاتم عبدالهادي. وشهدت مداخلات عديدة خاصة من مثقفي العريش وشمال سيناء الذين طالبوا بضرورة أن تغير الدولة من نظرتها لسيناء وتهتم بها بقدر اهتمامها بالعاصمة أو أكثر لأنها خط الأمان الشرقي الذي يحمي حدودها. وأقيم علي هامش المهرجان معرض للفنون التشكيلية ومعرض للصور الفوتوغرافية والرسم والنحت تضمن أعمال أبناء العريشوسيناء, وشهدت قاعة مركز الإعلام عرضا لعدد من الأفلام التسجيلية عن ثورة25 يناير وصمود الشعب في مواجهة جحافل الأمن المركزي إلي سقوط النظام السابق وتنحي رئيسه. كما قام الأطفال المشاركون في الورش الفنية بالانتهاء من عمل جدارية فنية طولها نحو عشرة أمتار, حملت عنوان ثقافة مصر الحديثة تناولت ملامح البيئات المصرية المختلفة ودمجتها في جدارية واحدة, شارك في تنفيذها ما يقرب من خمسين طفلا وموهوبا من أبناء سيناء علي مدار الأيام الثلاثة. وفي نهاية الاحتفالية طالب الحضور بتنفيذ عدد من اللقاءات والقوافل الثقافية بمختلف مناطق سيناء وليس مدينة العريش فحسب, مؤكدين أنهم لن يسمحوا بالتهميش مرة أخري كما كان يحدث في العصر السابق, كما طالبوا بسرعة الانتهاء من تجديد قصر ثقافة العريش, حيث إنه يمثل المتنفس الثقافي الوحيد لأبناء العريش, ليسدل الستار علي أول تجربة للبحث في ملامح الثقافة المصرية.