السياحة في المنيا حكايتها حكاية .. فهي تمتلك كافة المقومات السياحية ، وأروع المواقع الأثرية ، التي تمزج ما بين الآثار الفرعونية ، والإغريقية ، والرومانية ، ثم قبطية ، وأخرى إسلامية ؛ بجانب هذا كله، يعطى النيل قبلة الحياة لأرض تعانى الكثير من المشكلات . المحزن أن المعالم الأثرية باتت مزارا للأشباح لعزوف السائحين عن زيارتها، حتى المتحف الوحيد في المنيا وهو متحف ملوى تعرضت محتوياته للنهب فى احداث اغسطس الماضى. وقبل الخوض في تلك المشاكل ، دعونا نتجول للتعرف على هذه اللوحة الساحرة بآثارها ، وطبيعتها .. ولنبدأ جولتنا. فوق جبل الطير تشعر بجلال الطبيعة ، وتجلى الروحانيات من المزج بين دير العذراء المنحوت فى مغارة أعلى جبل يطل على مساحات خضراء شاسعة، يحتضن سفحه نهر النيل لتستحضر الأذهان صورة رحلة العائلة المقدسة ومكوثها في هذه البقعة الساحرة ثلاثة أيام بالقرن الأول الميلادي، وهذا هو ما دفع الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين لنحت كنيسة في هذا المكان تحديدا، وذلك في القرن الرابع الميلادي كما يروى القس ثاوفليس كاهن الكنيسة. مع تأمل طريقة النحت يزداد إحساس التجلي والإجلال ومعهما عظمة وقدرة المصري القديم في علم الهندسة ؛ حيث نجد أمام أعيننا كنيسة منحوتة فى الصخر بها أربعة جدران وأثنى عشر عمودا يحتوى أحدهما على معمودية (المكان المخصص لتعميد الوليد) منحوتة بداخل العمود. وتوجد ثلاثة أسماء لهذا المكان .. الأول دير جبل الطير ، وقد أطلق ذلك الاسم الشيخ أحمد تقي الدين المعروف بالمؤرخ المقريزي ، حيث كان يوجد هناك طائر يسمى أبو قيروس يهاجر من أوروبا إلى هذا الجبل ، ويجتمع بأعداد كبيرة عليه ، من هنا سمى جبل الطير. أما الاسم الثاني فهو جبل الكف ، حيث يذكر البابا ثاوفيلس البطريرك 23 ،أن العائلة المقدسة أثناء هروبها إلى هذه المغارة استقلت مركبا شراعيا ، وأثناء عبورهم لنهر النيل كادت صخرة كبيرة تسقط عليهم بفعل ساحرة شريرة ، فأشار السيد المسيح بكفه إلى الصخرة فأنطبع عليها ومنعها من السقوط عليهم .. وهنا يطالب كاهن الكنيسة باسترداد هذه الصخرة من المتحف البريطاني ، حيث إن هذا المكان أولى بها لأن كل من يزور الدير يطالب باستعادتها. الاسم الثالث هو جبل البكارة حيث يذكر على باشا مبارك فى المخطوطات التوفيقية التي كتبها أنه يوجد دير على سفح الجبل ، وتوجد به بكارة كوسيلة للتنقل صعودا وهبوطا من الجبل ومكانها موجود في الناحية القبلية من قرية جبل الطير. ويضيف أن هناك احتفالا يقام سنويا بعد عيد القيامة بأربعين يوم يجتمع فيه حوالي 2 مليون مسلم ومسيحي للتبرك بهذا المكان، لكن ما يحزن كاهن الكنيسة انه طالب الحكومة على مدار خمسة عشر عاما بترميم الكنيسة وإعادة تطوير الدير ورصف الطرق المؤدية له، لكن لا مجيب، حتى إنهم يخشون دق جرس الكنيسة خوفا من انهيار السقف. كما يطالب بسرعة استكمال مشروع الصرف الصحي في القرية بكاملها .