«المولود بعمر السابعة أشهر يعيش عن ذى الثمانية أشهر».. "لف الرضيع بشده يقوي عظامه".. "أى الأدوية أثناء الحمل تسبب تشوهات للجنين"... هل كل هذه مقولات المعتقدات متعارف عليها عن الحمل والولادة.. صحيحة ام ليس لها أساس طبى؟ د.عمرو حسن مدرس واستشارى النساء والتوليد بطب قصر العينى يوضح تلك المعتقدات ويفسرها من الجانب الطبى ويقول: تلجأ بعض السيدات إلى التجارب والنصائح التى قد تسديها إليهن زميلاتهن أو أقاربهن اللاتى سبقنهن فى التجربة تحت مقولة «إسأل مجرب»، ولكنها فى الغالب تكون آراء خاطئة تفتقر إلى الأساس العلمى أو السند الطبى، وتقوم فقط على التجربة و الملاحظة، وقد تؤدى إلى حدوث مضاعفات خطيرة فمثلا الاعتقاد بأن تناول البيض المسلوق يعمل على سرعة وسهولة عملية الوضع، وهذا قول خاطىء لأن البيض المسلوق يسبب عسر الهضم ويؤدى إلى انتفاخ وألم بالبطن، وعندما يلجأ الطبيب إلى التخدير، سواء كانت الولادة -طبيعية أو قيصرية- أثناء وجود أكل بالمعدة، فذلك يؤدى إلى ارتجاعه من المعدة إلى الجهاز التنفسى ويسبب مشاكل خطيرة، ولذلك فمن الأفضل تناول سوائل سكرية أو فواكه طازجة عند بدء الولادة. كما تعتقد بعض السيدات إنه إذا كانت الولادة السابقة سهلة- خاصة الأولى- فإن التالية ستكون أسهل وهذا خطأ، فلكل حمل ظروفه، خاصة إذا كبر سن الأم، فقد يكون وضع الجنين فى الولادة التالية غير طبيعى، أو لا يتسع عنق الرحم أو يكون حجم الجنين كبيرا، و قد يحدث خمول فى انقباضات الرحم وهو ما لم يحدث فى الولادة السابقة ويؤدى ذلك إلى تعثر الولادة، لذلك يجب متابعة الحمل المتكرر مع الطبيب المختص و الولادة بمستشفى مجهز تحت إشراف طبى كامل. كما هناك اعتقاد آخر بضرورة زيادة الوجبات للحامل لأنها تأكل لشخصين، وهذا يؤدى إلى زيادة وزنها بشكل مبالغ فيه، فمن الطبيعى أن تزيد السيدة فى الوزن أثناء الحمل من 7إلى13كيلو، وما يفوق ذلك فهو خطر، ففى حالات تسمم الحمل يزيد الوزن نتيجة احتباس السوائل فى الجسم وارتفاع الضغط، ولذلك فزيادة الوزن عن الحد المسموح به غير صحية، والحقيقة أن نوعية الطعام لا الكمية هي المهمة وليست الكمية، ونجد أيضا ما يقال عن كثرة الحركة أثناء النوم أنها تجعل الحبل السرى يلتف حول الجنين ويخنقه، وهذا اعتقاد أخر غير صحيح، فالتفاف الحبل السرى حول الجنين لا يحدث إلا إذا كان طوله أزيد من 150 سم، وإن حدث فالأوردة فيه تكون متعرجة مما يصعب الضغط عليها و تحاط بنسيج جيلاتينى ليسهل انزلاقه، أما عن الوضع الأمثل لنوم الحامل فيكون على الجانب الأيسر. ومن أكثر المعتقدات الخاطئة وأكثرها شيوعا أيضا أن شكل السيدة ينبىء بنوع الجنين، وهذا نوع من التخمين يلعب فيه الحدس دورا كبيرا، وأن تناول الكالسيوم يؤدي إلى كبر حجم رأس الجنين، وتناول الفيتامينات أو الحديد أو حمض الفوليك يسبب كبر حجم الجنين بشكل عام وبالتالي تعسر الولادة، وللأسف فكلها معتقدات غير سليمة، لأن جميعها عناصر تحتاج إليها السيدة و الجنين أثناء الحمل ونقصهما يعرضها إلى مشاكل كثيرة، فالجنين يستهلك مخزون الحديد في جسم الأم التي تحتاجه لتعويض الدم الذي تفقده أثناء الولادة والنفاس ونقصه يسبب الأنيميا والإجهاض وتعسر الولادة، ومن الخطأ أيضا الاعتقاد بأن كشف طبيب النساء من الممكن أن يسقط الجنين، ولكن فى حين أن الحمل حالة طبيعية فسيولوجية ولم يثبت ضرر من هذا الكشف، مع أن معظم الأطباء لا يجرونه للحوامل إلا فى حالة الضرورة القصوى. وعن الفرق بين إنجاب الطفل فى السبعة أشهر أو الثمانية يقول مدرس النساء والتوليد إن هذه خرافة قديمة، لآنه كلما اقترب الطفل من ميعاد ولادته الطبيعى فإن فرصته فى الحياة تكون أكبر، أما مقولة أن لف الرضيع بشده يقوي عظامه فهى أيضا عارية تماما من الصحة حيث إن لف الرضيع قد يؤدي إلى إعوجاج العظام وحجب أشعة الشمس والتي هي مصدر لفيتامين (د) الذي يدخل في تركيب العظام ..إذن فلابد من تعرض الرضيع والأمهات الحوامل لأشعة الشمس في الفترة الصباحية المبكرة أو المسائية للحصول على فيتامين ( د) والذي لا يتوافر في الكثير من الأغذية، وعما يقال عن أن كل الأدوية أثناء الحمل تسبب تشوهات بالجنين، فهذا خطأ أيضا حيث إن التشوه ينتج من أمراض معدية مثل الحصبة الألمانى أو عامل وراثى أو التعرض لإشعاع أو مواد كيماوية، ولذلك يجب ألا تأخذ الحامل أى دواء إلا للضرورة وتحت إشراف طبى. ومن جانب آخر يقال أيضا أن الولادة القيصرية من الممكن أن تكرر 3 مرات فقط ، وهنا يوضح د. عمرو أن عدد تكرار العملية القيصرية يتوقف على الحالة العامة للسيدة وما إذا كانت مريضة ( سكر - ضغط)، وعلى حالة البطن من الداخل ووجود التصاقات من عدمه، و لايوجد حد أقصى لها، حيث إنه قد تم تكرار عملية الولادة القيصرية لبعض السيدات 7 مرات. كما يتردد أيضا أن من تلد ولادة قيصرية لابد لها من الراحة التامة، ولكن على العكس تماما فإن البقاء على الظهر لمدة طويلة وبلا حركة يؤذى الأوردة حيث يمكن أن تتكون الجلطة فى الساق و تمتد إلى الرئة، ولذلك فالحركة مهمة جدا و كلما زادت الحركة كلما كان الشفاء أسرع. أما عن شعور الحامل بحرقان المعدة والذى يعتقد إنه ناتج من شعر الجنين، فهو أيضا اعتقاد خاطىء، وتفسيره هو إزدياد فى إفراز الحامض من المعدة أو ارتجاع الحمض إلى المرىء لضعف العضلة مما يؤدى إلى إلتهاب المرىء -الحموضة -و ليس من شعر الجنين.