لاشك هناك علاقة تربط بين ما يحدث في الميدان وهذا العنوان, فالجميع مازال مندهشا ويسأل لماذا لم تصل الثورة إلي الرياضة ؟.. وكنت دائما أبرر ذلك بان الثورة مستمرة. ولكن هناك العديد من الأولويات يجب أن تكون في مقدمة المطالب وليس من بينها الرياضة, حتي يطمئن الثوار في الميدان ويتأكدوا أن الثورة تسير في طريقها للقضاء علي كل أنواع وألوان الفساد.. وبالقطع ستصل يوما إلي المنظومة الرياضية. وأطالب أبنائنا من الشباب والشابات الثوار بعدم النظر إلي نصف الكوب الفارغ ولكن يجب النظر للنصف الممتلئ, والثقة بما تحقق من انجازات للثورة حتي الآن.. ولا يعقل ان يكون من بيننا من لا يعترف بما تحقق من انجازات للثورة في مقدمتها إسقاط النظام والتحقيق مع رموزه أمام القضاء العادل ثم إجراء انتخابات مجلس الشعب والتي جرت في جو من الشفافية بشهادة القاصي والداني.. وعلينا أن نثق بما قطعه المجلس العسكري من عهود ووعود علي نفسه لتسليم السلطة في يونيو المقبل. كما ارفض نغمة التشكيك والتقليل من دور المجلس العسكري وبخس حقه في إنجاح الثورة.. وأنني علي ثقة كبيرة في الشعب المصري الذي يستطيع أن يفرق بين الغث والسمين ويتصدي لمثيري الفرقة وإحداث الشرخ بين الشعب والجيش تحت ستار تحقيق أهداف الثورة.. وإنما يهدم الدولة وهذا ما نرفضه ولا يقبله الشعب المصري كله. أما عن تأخر وصول الثورة إلي الرياضة, فتلك قضية شائكة وتحتاج الي عمل مكثف بداية من الأندية ومرورا بالاتحادات, وأدين بالشكر للزميل علي بركه علي ما طرحه من قضية مهمة تعاني منها الرياضة المصرية في عموده علي الهامش الخميس الماضي عندما تتطرق لصراع الناديين الكبيرين الأهلي والزمالك علي خطف اللاعبين وضمهم إلي صفوفهما ثم نكتشف أنهم خارج صفوف الفريقين ليتم بيعهما أو إعارتهما لأندية أخري بثمن بخس, مما يندمج تحت مسمي إهدار المال العام!!.. وأضيف إلي ما أشار إليه العديد من الأسماء التي كانت دائما ما تشهد تصارعا يصل إلي حد الخطف والتهديد برفع الأمر الي الاتحاد الدولي الفيفا ومن بعده المحكمة الرياضية بل وتصعيده في بعض الأحيان إلي القضاء ثم ينتهي بهم الحال بالجلوس علي دكه البدلاء لمواسم طويلة ثم الرحيل دون ان نعرف لماذا تم التعاقد معهم ولماذا رحلوا؟ فمن يحاسب هذه الأندية علي بعثرة المال العام ويدعونا إلي مكافحة الاحتكار في لاعبي كرة القدم.. فما يحدث في صفقات الأندية هو أشبه بالاحتكار الذي كان يمارسه بعض رموز النظام السابق في احتكاره السلع الأساسية للشعب بهدف الاغتناء وتدمير الاقتصاد الوطني.. فلا يعقل أن يحتكر الناديان الكبيران كل المميزين من لاعبي مصر تحت غطاء ما يسمي ب بالاحتراف وهو في حقيقة الأمر احد أهداف الاحتكار لإضعاف المنافسين الآخرين وتفريغ الأندية المنافسة من المميزين لتظل البطولة في جعبتهما فقط.. كما لفت نظري في الانتقالات الشتوية المبالغ الخيالية التي يتم التعاقد بها مع اللاعبين والتي لا تتناسب تماما مع روح ثورة25 يناير والتي تسير عكس ما تطالب به الثوار من عدالة اجتماعية وتضييق للفوارق بين الدخول.. بينما نجد لاعبي الكرة يتم التعاقد معهم بالملايين في استفزاز لمشاعر البسطاء والمهمشين من الشعب المصري الذين لا يجدون قوت يومهم, أو لا تتوافر لديهم إمكانية الحصول علي الدواء. وربما يلمح البعض الي اتهامي بالحقد الطبقي.. وهذا بالطبع أمر عار من الصحة لأننا نتكلم عن حقائق وسلع معروضة.. وأتساءل هل المنتج المطروح واقصد هنا اللاعب المصري يساوي كل هذه الاصفار الستة التي توضع دائما أمام أي رقم في صفقات الانتقالات.. اشك في ذلك كثيرا.. ويشاركني في ذلك الأغلبية حسب علمي!.. فالثورة مستمرة وستصل يوما ما الي الرياضة عندما يتم تطهيرها من الدخلاء وبقايا النظام السابق الذي يفرض علينا أمرا واقعا تحت شعار أنها لغة الاحتراف بينما يعلم جيدا أنها سياسة الاغتراف وليست الاحتراف.!! [email protected] المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد