للاسف الشديد وقعت الواقعة وهاهى اسوان المحافظة المسالمة الامنه الطيبة تسقط فى فخ الفتنة والثأر والنار .. لنطرح السؤال الذي يفرض نفسه : هذه الاحداث المؤلمه والباكية التي باتت تهدد ليس باشعال نار الفتنه بين عائلات النوبة والهلالية في اسوان فحسب بل فى مصر الجنوب باكملها هي بفعل فاعل ام أنها مجرد حادثة ثارية عادية ؟ وهل كان لزيارة القيادات النوبية للمشير السيسي قبل ايام ومبايعته دور فى في استغلالها واشعال النار ..ثم ماذا عن دور الطرف الثالث الذى يبدو انه موجودا وبقوة فكل مايجرى من احداث دامية وقتل وحرق وسفك للدماء وتدمير بلد طالما ظل آمنا علي مدارتاريخها الطويل ولماذا يحدث ذلك الان وفي هذه الظروف الاستثنائية بالتحديد؟ واما السؤال الاهم الي متي تظل الدولة غافلة عن كميات السلاح الهائلة المنتشرة بين ايدي الشباب والمتهورين في جميع ربوع الصعيدونجوعه وعائلاته وقبائله؟ أظن أن الاجابة اذا كانت غامضة وتائهه عن الكثيرين فى هذه اللحظة الراهنة ، إلا أن كل الشواهد والمعطيات وحسبما جاء فى كلام شهود العيان كلها تؤكد أن هناك طرف ثالث فى الاحداث وكلنا بطبيعة الحال يعرف من هو هذا الطرف الذى يبدو انه وبعد هزائمه المتكررة والمتتاليه فى موجهاته مع الامن والجيش والشعب لم يجد سلاحا يستخدمه كرهان اخير سوى سلاح الفتنة واستغلال المناخ العائلى والقبلى فى الصعيد وفى اسوان بالذات ولاسيما انه يتسم بخصوصية وحساسية زائدة ، وبطبيعة الحال ومع حالة الاضطراب السائدة كان لابد لهذا الطرف ان يظهر ويخطط مستغلا مشاجرة بسيطة صغيرة ليحولها الى فتنة كبرى محلها النوبة الطيبة والتي طالما تربصت بها كل القوي الاستعمارية والمؤمرات الخارجيه في محاولة يائسة للمساس بوحدة واستقرار هذا الوطن . ولأن هؤلاء المتربصين الكارهين للوطن يعرفون جيدا اهميه النوبة راحوا يلعبون فى راس القبليتين المتصارعتين قبيلة الدبواديه وهي اكبر واهم قبائل النوبة التي تم تهجيرها والذين ينتشرون في جميع احياء وقري اسوان - بمعنى اخر واذا اشتعلت النار وطالت الدماء ثوبها فقل علي اهل النوبة القتال والثأر وهذا مايريده ويخطط له الطرف التالت- فى حين ان قبيلة بني هلال معروف ان نسبة كبيرة من ابنائها ينتمون الي جماعات واحزاب الاسلام السياسي وكثيرا ماكان بعض من ابنائهاوشبابها ذراعا لمرشحي الاخوان في الانتخابات البرلمانية السابقة. وعلي ذلك فالمناخ جاهز والبنزين بجوار النارعلى اهبة الاشتعال « فهاهى النوبة تؤيد المشير السيسى وهاهم بعض من ابناء بنى هلال يتعاطفون مع الجماعه ولم يعد باق الا اشعال عود الثقاب ، وبالفعل يبدوا ان هذا ما حدث عندما قام الطرف الثالث - الرابح الوحيد من هذه الفتنه- بكتابة عبارات مسيئة للطرفين في توقيت كانت كل المؤشرات تسير باتجاه التهدئه، الأمر الذي اشعل النار بسهولة وجعل الامور تخرج عن زمام السيطره لتدخل فى دائرة الخطر لقد تأخرت الاجهزة بعض الشئ عن التحرك وإذا كان حضور ووصول رئيس الوزراء وبصحبته وزير الداخليه الى موقع الاحداث قد يساعد فى تهدئة الامر ، الا ان الموضوع يظل خطيرا ومزعجا خاصة وان هناك من قيادات أهل النوبة وكما سمعت ذلك منهم هاتفيا صار يعتقد او يتوهم ان مايحدث هو تهجير جديد واقرب الى التصفية العرقيه .. الموقف خطير فعلا والنتائج كلها تنذر بعواقب وخيمة ، واذا ظلت الفتنة مشتعلة ولم يتم الحسم لن تحرق اسوان فقط بل ستحرق مصر كلها.