بصرف النظر عن صدقية البرامج الانتخابية لمرشحى الرئاسة ليس فى مصر فقط وإنما فى مختلف دول العالم التى ترى فى موقع الرئيس أملا ورجاء وحلما وطموحا بلا حدود فإننى أتمنى أن أجد فى الخطاب العام لمرشحى الرئاسة المحتملين من يجيب على سؤال اللحظة وهو: إلى أين نحن سائرون؟ أريد أن أعرف إجابة واضحة ومحددة حول ملامح الطريق ونوعية الخطوات التى يتحتم علينا أن نسلكها من أجل أن نتخفف بأكبر قدر من قيود «العولمة» وما ترتب عليها من انتهاك فاضح لمفهوم السيادة الوطنية باسم سياسات الانفتاح التى اتضح أنها لا تستهدف حدوث تفاعل صحى مع خطوط الإنتاج العالمى وإنما أدت إلى وضعنا تحت رحمة الأذرع الداعمة لنظام الرأسمالية المتوحشة والملقب تهذبا بالعولمة وأهم هذه الأذرع صندوق النقد الدولى والبنك الدولى للإنشاء والتعمير ومنظمة التجارة العالمية «الجات» بالإضافة إلى الذراع السياسية صاحبة العصا الغليظة المسماة «مجلس الأمن الدولي». وهنا لابد من التوقف بشأن ملاحظة ضرورية وهى أن ما أشير إليه لا يعنى إعلان الكفر تماما بالنظام الرأسمالى ورغبة فى العودة إلى النظام الاشتراكى لأنه فضلا عن إيمانى بوجود إيجابيات واسعة لمعطيات ونتائج الرأسمالية الوطنية إنتاجيا واجتماعيا فإن من الضرورى أن نسلم بأن المنظومة الاشتراكية ارتكبت أخطاء تاريخية بحق بلدانها وشعوبها بدرجة يصعب تفسيرها أو تبريرها خصوصا فى مجالات الإبداع الفردى مما أدى إلى تعطيل إرادة الفرد وجعله مجرد ترس فى عجلة الإنتاج ومن ثم نشأت علامات استفهام كثيرة حول إنخفاض معدلات الإنتاج فى دول تملك طاقات فردية هائلة أبدعت فى مجالات التسليح ولكنها لم تجد لها مكانا فى مجالات الإنتاج الأخري. لابد من إجابة واضحة حول الخيارات المطروحة أمامنا لمكافحة الإرهاب وحل مشكلة البطالة وتحقيق التوازن بين الأسعار والأجور وبناء اقتصاد إنتاجى وليس مجرد اقتصاد يعتمد فقط على حركة السلع والخدمات.. ولأننا لا نملك القدرة على تغيير بوصلة العالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية فإننا نستطيع أن نسعى لتغيير أسلوب حياتنا اعتمادا على المعلومة والمعرفة والدراسة والبحث.. والله الموفق. خير الكلام: يمر الزمان وتبقى الصور... كأن الزمان بها ما عبر ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله