كم أسعدنى مشهد التحرير يوم 25 يناير 2012 فقد كان مشهدا يؤكد على فكرة (نعم للإختلاف ولا للخلاف) فقد نزلت الطوائف المختلفة لتشارك فى هذا اليوم وكلُ لديه معتقداته وقناعاته فهناك من نزل للإحتفال بالثورة وهناك من نزل ليقول إن الثورة مستمرة وبدأ عن طريقها التغيير وهناك آخرون نزلوا ليعبروا عن رأيهم فى آن الثورة لم تحقق حتى الآن ما نادوا به وينتظرون الكثير وآخرون لهم معتقدات وآراء أخرى ومختلفة. وبرغم سعادتى بهذا اليوم الذى اتسم بالرقى والشكل الحضارى فى كل ربوع مصر إلا أننى لا أستطيع أن أخفى تخوفى من الأيام المقبلة، بعد أن أعلن البعض نيتهم فى الاعتصام وبدأوا بالفعل اعتصامهم آمام ماسبيرو وفى ميدان التحرير وربما فى أماكن أخرى فقد يتبدل المشهد الذى بدا فى كل ميادين مصر وليس فى ميدان التحرير فقط بؤرة الإهتمام، وكان نموذجا التحضر والتظاهر السلمى، وخوفى الذى لا أستطيع أن أخفيه سببه الطرف الثالث فما يكاد ينتهى يوم التظاهر السلمى بشكل يرتضيه كل الأطراف إلا ويظهر الطرف الثالث وإن كنا لا نعلم من المحرض على ظهوره فإننا نعلم جيدا أنهم البلطجية المأجورين قاذفى المولوتوف وغيره من أشكال الإيذاء للمتظاهرين الذين دائماً هم المصابون وفى كل مرة لا نتعلم الدرس وأتساءل لماذا نعطى الفرصة للطرف الثالث فإذا كنا تتظاهر ونعبر عن ما بداخلنا بحرية فلماذا لا نتحرك للعمل ونعطى وقتا للتظاهر بعيدا عن الإعتصام ولا أقول كغيرى ان الإعتصام يتسبب فى وقف عجلة الإنتاج ولكن الإعتصام قد يعيدنا للوراء ويعطى فرصة جديدة للطرف الثالث بالظهور والتدخل ونظل نسير فى حلقة مفرغة للبحث عنه. المزيد من مقالات فاطمة شعراوى