أكد علماء الجيولوجيا وخبراء البيئة ضرورة الاهتمام بالصحراء الغربية والتى تمثل 68%من مساحة مصر، والغنية بالثروات المعدنية والآثار الإسلامية والمسيحية القديمة، إلى جانب تنوعها البيولوجى حيث تحتوى على العديد من الطيور والحيوانات البرية النادرة، كما تعتبر من مناطق الجذب للعديد من الباحثين فى مصر والعالم خاصة وأن تربتها تشبه فى تكوينها لسطح كوكب المريخ. وطالب الخبراء بضرورة خروج الأبحاث والدراسات الخاصة بالصحراء والمحميات الطبيعية من الأدراج بالجامعات والمراكز البحثية، للاستفادة منها فى اكتشاف الثروات الطبيعية للصحراء الغربية، فلا يوجد قاعدة بيانات علمية للأبحاث فى مصر تيسر الاستفادة منها وتطويرها.كما طالبوا بضرورة الاهتمام بالمواقع الأثرية خاصة فوهة النيزك الموجودة بالصحراء الغربية كعامل جذب سياحى يسهم فى زيادة الدخل القومى، مطالبين رجال الأعمال بالتبرع لحفر سلسلة من الآبار ومحطات المياه والكهرباء حتى يمكن المساهمة فى تنمية تلك تلك المناطق.جاء ذلك خلال اللقاء الأسبوعى لنوادى علوم الأهرام والذى عقد تحت عنوان 89 عاما على اكتشاف منطقة الجلف الكبير.وأوضح الرحالة د.طارق المهدى بأن الأمير كمال الدين أبن السلطان حسين هو أول من أكتشف تلك المنطقة شمال جبل العوينات عام 1925، وهى هضبة ارتفاعها ألف متر ومساحتها 14 ألف كم خلال قيامه برحلة بحثية، وكان معه مجموعة من العلماء لإعداد أبحاث حول طبيعة الصحراء الغربية. وأكد د.ياسر حنفى الباحث بمركز بحوث الصحراء، بأن الصحراء الغربية هى مهد الحضارة الإنسانية فى مصر حيث أكتشف فيها آثار الحياة للإنسان البدائى والتى عاش بها ما بين 9 و11 ألف عام، والإنسان المصرى القديم كان يستوطن منطقة الجلف الكبير، حيث كان يوجد بها دلتا قديم. كما تشمل الصحراء الغربية العديد من الواحات ومنها واحة الفيوم والفرافرة والداخلة والخارجة وغيرها من الواحات الغنية بالتنوع البيولوجى والذى تتفاعل فيه الكائنات الحية بعضها البعض فى الموارد البيئية التى تعيش فيه. والصحراء الغربية غنية بالموارد الطبيعية، ومنها السهول الصحراوية والظهير الصحراوى والمستنقعات الملحية والأراضى الزراعية خاصة فى الوادى الجديد. وتحتوى الصحراء الغربية على العديد من الحيوانات والطيور والحشرات والزواحف النادرة على مستوى العالم والتى تمثل محمية طبيعية يمكن الاستفادة منها فى مجال البحوث كما يمكن أن تكون منطقة جذب سياحى إلى جانب الاستفادة من النباتات فى المجال الطبى. وشدد د.ياسر على اهتمام الدولة بالصحراء الغربية ومنطقة الجلف الكبير لاحتوائها على العديد من الثروات الطبيعية والسياحية والتى تعد من موارد الدولة. وأوضح د.على بركات الباحث بهيئة الثروة المعدنية بأن الصحراء الغربية يوجد بها نيزك جبل كامل نيزك سماوى سقط فى الصحراء الغربية منذ 5 آلاف سنة فى منطقة جبل كامل والذى أرتطم بالأرض وأنفجر إلى آلاف القطع من الشظايا الحديدية.والنيزك عبارة عن قطع صخرية أو حديدية تأتى من حزام الكويكبات بين المريخ والمشترى أو من المذنبات أو من أقمار المجموعة الشمسية والتى تسقط أثناء مدارها الطبيعى، أحجامها تختلف من حبة صغيرة أو جبال طائرة. وعند ارتطام النيزك بالأرض فى الصحراء الغربية أحدث فوهة عرضها 45 متر مربع ويعتبر هذا النيزك هو رقم 15من أعداد النيازك التى تأكد ارتطامها بالأرض، ومن ثم فموقع النيزك فى الصحراء الغربية يعتبر قبلة للباحثين فى مجال علوم الفضاء. وأشار د.على بركات أن الأحجار السماوية تعتبر عامل من عوامل تجمع الثروات المعدنية حيث يجرى العلماء البحث عن المعادن خاصة فى الأماكن التى أرتطم بها نيازك سماوية، مشيرا إلى أن الصحراء الغربية تشبه كوكب المريخ ومن ثم فهناك اهتمام كبير من الباحثين فى مصر والعالم بالصحراء الغربية حيث يمكن أن تكون دراسة محاكاة لمعرفة التأثيرات المناخية.
شاهد الندوة على الرابط التالى: http://www.youtube.com/watch?v=gq3xDwdbRwc&feature=youtu.be