يوم الثلاثاء الماضى شهد المعبد اليهودى بشارع عدلى مراسم تأبين السيدة نادية هارون ليسدل ستارالنهاية على شخص آخر من عائلة مصرية يهودية قاومت نداءات الصهيونية وأصرت على حماية هويتها المصرية وتراثها اليهودى .هذه العائلة هى عائلة المناضل اليسارى الراحل شحاتة هارون الذي تتولى ابنته السيدة ماجده حاليا رئاسة الطائفة اليهودية . والتى جاءت كلمتها فى حفل التأبين مؤثرة لمن يعقل ويتعقل ، فقد عبرت عن حزنها وأسفها لرفض رجال الدين فى دول أوروبية عديدة القدوم إلى مصر للصلاة على شقيقتها الراحلة لأنهم يستشعرون حالة من الكراهية فى مصر. كانت تريد حاخاما غير إسرائيلى للصلاة على شقيقتها تماما كما أراد وأوصى والدها الراحل قبل وفاته فاستقدمت الأسرة بعد وفاته حاخاما من فرنسا ..فكيف لرجل حارب فكرة قيام دولة اسرائيل أن يصلى عليه إسرائيلى . وأضافت ماجده أنها عاشت وشقيقتها للحفاظ على التراث اليهودى الذي هو تراث مصري صميم وقالت بصوت هز أرجاء المعبد " هذا تراثك يا فاطمة ..هذا تراثك يا محمد ..هذا تراثك يا مينا " .. ذكرتنى كلماتها تلك بما قالته لى ذات مرة أنها تتمنى أن تفتح أبواب المعبد اليهودى ذات يوم على مصراعيها دون أن تحجبه الحواجز الأمنية ،فهو تراث دينى ومعمارى مصري يخص كل المصريين لكنها الأفكار السوداء المتطرفة التى قد تعبث بهذا التراث هى ما يحول دون ذلك. ماجدة هاورن منذ الوهلة الأولى تجاهد للحفاظ على من تبقى من أبناء الطائفة اليهودية فى مصر التى تكاد تنقرض رغم كونها أقدم الأقليات التى عرفتها مصر إذ بدأ وجودها على أرض الكنانة منذ عهد موسي عليه السلام و كانوا جزءا من المجتمع المصري دون أى غضاضة تذكر حتى وقعت الواقعة وبدأت الصهيونية تغرز أنيابها فى المجتمعات العربية ليحدث الخلط بين الصهيونية واليهودية وتخلق حالة من العداء لليهود وتتولد صورة ذهنية تلصق يهم كل نقيصة .هذه الصورة كانت تؤلم أعضاء الطائفة اليهودية كما قالت لى السيدة ماجدة هارون فاليهودى بخيل ومنخاره طويل ولعل خير مثال على تلك الصورة النكتة المصرية الشهيرة التى تحكى عن رجل يهودى نشر إعلانا ينعى ولده قال فيه : كوهين ينعى ولده ويصلح الساعات . ماجدة شحاتة هارون ابنة زوجة سابقة لمسلم مصري وأم لابنتين مسلمتين مصريتين وابنة رجل جرب الاعتقال مرة لانه شيوعى ومرة لانه من رموز القوى الوطنية فى اعتقالات 1981 لكنه أيضا عرف الاعتقال لأنه يهودى. ولذا اعتبر طلبه للتطوع فى حرب 1967 سببا للتشكيك فى مصريته واعتبر رفضه لاتفاقية كامب ديفيد بعد ذلك مدعاة للتشكيك فى وطنيته وهو الذى رفضت السلطات فى مصر منحه تأشيرة للسفر إلى باريس كى يعالج ابنته من المرض فى الدم الذي ألم به فماتت ولم يجد الأب مجالا للسلوى فقرر تمزيق كل صورها حتى تصبح ابنته نسيا منسيا. لمزيد من مقالات سهير عبد الحميد